×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 فَصْلٌ

وَالْمُسْتَحَبُّ فِي حَالِ الْقِيَامِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ فِيمَا ذَكَرَهُ أَصْحَابُنَا، وَهَكَذَا كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ يَفْعَلُ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه: أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً صَافًّا بَيْنَ قَدَمَيْهِ فَقَالَ: أَخْطَأَ هَذَا السُّنةَ، لَوْ فَرَّجَ بَيْنَهُمَا كَانَ أَفْضَلَ ([1])، وَمِثْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ إِذَا أَطْلَقَ السُّنةَ فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِ سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّه عَلِمَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلاً أَوْ فِعْلاً.

وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنها أَنَّهُ كَانَ لاَ يُفَرِّجُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ، وَلاَ يَمَسُّ إِحْدَاهُمَا الأُْخْرَى، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ ([2])، رَوَاهُمَا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ. وَعَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: «لاَ تُقَارِبْ وَلاَ تُبَاعِدْ».

****

الشرح

قوله: «وَالْمُسْتَحَبُّ فِي حَالِ الْقِيَامِ أَنْ يُفَرِّقَ بَيْنَ قَدَمَيْهِ» فلا يضمهما، ولا يلصقهما، وإنما يفرق بينهما تفريقًا قليلاً؛ لأن ذلك أثبت له في القيام، وأعون له على الاعتدال.

وقوله: «فِيمَا ذَكَرَهُ أَصْحَابُنَا» يعني: الحنابلة، ذكروا أنه يفرق بينهما تفريقًا معتدلاً ولا يلصقهما، بحيث لا يضايق من بجانبه؛ لأن بعض الناس يتكلفون في ذلك، ويشقون على أنفسهم، فيعرضون أنفسهم للسقوط، أو يؤذون من بجانبهم.


الشرح

([1])  أخرجه: النسائي رقم (3:8)، وابن أبي شيبة في مصنفه رقم (7061).

([2])  أخرج عبد الرزاق في مصنفه رقم (3300).