×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 فَأَمَّا التَّكْبِيرُ فَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ بَعْدَ فَرَاغِ الإِقَامَةِ، إِنْ كَانَتِ الصُّفُوفُ مُسْتَوِيَةً كَبَّرَ عَقِبَهَا، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مُسْتَوِيَةً سَوَّاهَا ثُمَّ كَبَّرَ؛ لأَِنَّا قَدْ قَدَّمْنَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ كَمَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ فِي الإِقَامَةِ، وَصَحَّ مِنْ غَيْرِ وَجْهٍ أَنَّهُ كَانَ يُعَدِّلُ الصُّفُوفَ بَعْدَ القِيَامِ إِلَى الصَّلاَةِ، وَقَدْ جَاءَ مُفَسَّرًا أَنَّهُ يَفْعَلُ ذَلِكَ بَعْدَ الإِقَامَةِ؛ فَرَوَى البُخَارِيُّ عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ» ([1])، وَفِي رِوَايَةٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَعْدَ أَنْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ قَبْلَ أَنْ يُكَبِّرَ أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَى أَصْحَابِهِ ([2]).

****

الشرح

يستحب أن يكون الدخول في الصلاة بعد الفراغ من الإقامة مباشرة، وذلك إذا كانت الصفوف مستوية، أما إذا كانت تحتاج إلى تسوية، فإن الإمام لا يدخل في الصلاة حتى تستوي الصفوف وتعتدل، هكذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يفعل قبل أن يكبر تكبيرة الإحرام.

وقوله: «وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مُسْتَوِيَةً سَوَّاهَا»؛ لأن تسوية الصفوف مسؤولية الإمام، فلا يكبر حتى يتفقد الصفوف ويأمر بتسويتها، أو يوكل من يقوم بذلك؛ لأن تسوية الصفوف من تمام الصلاة؛ كما في الحديث ([3]).

وقوله: «كَانَ يَقُولُ كَمَا يَقُولُ المُؤَذِّنُ فِي الإِقَامَةِ»، يعني: ماذا يقول عند قول المؤذن: «قد قامت الصلاة»؟

قيل: يقول مثلما يقول المؤذن: «قد قامت الصلاة».


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (71:).

([2])  أخرجه: البيهقي في السنن الكبرى رقم (2288).

([3])  كما في الحديث الذي أخرجه: البخاري رقم (723).