وَسَنَذْكُرُ - إِنْ شَاءَ
اللهُ - الأَْحَادِيثَ الَّتِي فِيهَا أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُكَبِّرُ
هَكَذَا.
ثُمَّ
إِنَّ بَعْضَ الأُْمَرَاءِ تَرَكَ الْجَهْرَ بِسَائِرِ التَّكْبِيرِ، فَصَارَ
بَعْضُ النَّاسِ يَجْهَلُ السُّنَّةَ فِي جَهْرِ الإِْمَامِ بِالتَّكْبِيرِ، حَتَّى
اخْتَلَفُوا عَلَى أَبِي سَعِيدٍ؛ وَلِهَذَا لَمَّا صَلَّى عِمْرَانُ خَلْفَ
عَلِيٍّ وَجَهَرَ عَلِيٌّ بِالتَّكْبِيرِ، قَالَ: قَدْ أَذْكَرَنِي هَذَا صَلاَةَ
رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ([1])، وَكَذَلِكَ
صَلاَةُ عِكْرِمَةَ خَلْفَ شَيْخٍ كَبَّرَ ثِنْتَيْنِ وَعِشْرِينَ تَكْبِيرَةً ([2]).
وَعَامَّةُ
هَذِهِ الأَْحَادِيثِ إِنَّمَا مَعْنَاهَا الْجَهْرُ، وَهُوَ الَّذِي كَانَ قَدْ
تَرَكَهُ بَعْضُ الأُْمَرَاءِ، كَمَا سَيَأْتِي - إِنْ شَاءَ اللهُ - بَيَانُهُ.
وَقَدْ
رُوِيَ عَنْ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّهُ كَانَ يَؤُمُّ النَّاسَ بِالتَّكْبِيرِ؛
يَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالتَّكْبِيرِ ([3])، وَعَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، قَالَ: «إِنَّ لِكُلِّ شَيْءٍ شِعَارًا، وَإِنَّ
شِعَارَ الصَّلاَةِ التَّكْبِيرُ». رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ؛ الْفَضْلُ بْنُ
دُكَيْنٍ فِي كِتَابِ الصَّلاَةِ.
وَشِعَارُ الشَّيْءِ: مَا يُشْعَرُ بِهِ، وَهَذَا إِنَّمَا يَكُونُ فِيمَا يَظْهَرُ وَيُجْهَرُ بِهِ.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (784)، ومسلم رقم (3:3).
الصفحة 1 / 279