×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 مَسْأَلَةٌ: ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً تَكُونُ فِي الصُّبْحِ مِنْ طِوَالِ المُفَصَّلِ، وَفِي الْمَغْرِبِ مِنْ قِصَارِهِ، وَفِي سَائِرِ الصَّلَوَاتِ مِنْ أَوْسَاطِهِ.

قِرَاءَةُ السُّورَةِ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ فِي الأُولَيَيْنِ مِنَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ مِنَ السُّنةِ الْمُجْمَعِ عَلَيْهَا الْمُسْتَفِيضَةِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَإِنْ تَرَكَهَا نَاسِيًا فَلاَ بَأْسَ، وَإِنْ تَرَكَهَا عَامِدًا كُرِهَ لَهُ ذَلِكَ، نَصَّ عَلَيْهِ.

****

الشرح

بعدما يفرغ الإمام من الفاتحة ويقول: «آمىن»، «يَقْرَأُ سُورَةً تَكُونُ فِي الصُّبْحِ مِنْ طِوَالِ المُفَصَّلِ»، والمفصل يبدأ من سورة «ق»، وينتهي بسورة «الناس»، سُمِّي بالمفصل؛ لكثرة الفواصل فيه من الآيات، مما يعني أنه خفيف الآيات، وقصير الآيات، والغالب أنه في التوحيد، كله في العقيدة، وهو سهل القراءة، فلذلك كان الأفضل والأولى أن تكون القراءة في الفرائض من المفصل، ولكن - مع الأسف - كثير من الأئمة الآن هجروا هذه السنة، ولا يَقْرَؤُونَ من المفصل، ولا أدري ما السبب؟ فيَقْرَؤُونَ من أوساط القرآن، ومن أوله، ومن طوال السور، ويتركون المفصل، وهذا ترك للسنة وهجر للقرآن، فلا يجوز لهم هذا العمل.

والمفصل فيه سور طوال، وسور أوساط، وأخرى قصار، فطوال المفصل من سورة «ق» إلى سورة «عم»، وأوساطه من سورة «عم» إلى سورة «الضحى»، وقصاره من سورة «الضحى» إلى آخر سورة «الناس».


الشرح