فَصْلٌ
وَيُسْتَحَبُّ التَّأْمِينُ بَعْدَ الْفَاتِحَةِ،
وَالسُّنةُ لِلْمُصَلِّي إِذَا قَالَ: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 7] أَنْ يَقُولَ:
آمِينَ، وَيَقُولُهَا الإِْمَامُ، وَالْمَأْمُومُ، وَالْمُنْفَرِدُ، يَجْهَرُ
بِهَا الإِْمَامُ وَالْمَأْمُومُ فِيمَا يَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ تَبَعًا
لِلْفَاتِحَةِ، وَكَذَلِكَ الْمُنْفَرِدُ إِنْ جَهَرَ؛ لِمَا رَوَى أَبُو
هُرَيْرَةَ: أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «إِذَا أَمَّنَ
الإِْمَامُ فَأَمِّنُوا، فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ
الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ»، رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ،
وَقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «آمِين»،
وَفِي رِوَايَةِ أَحْمَدَ وَالنَّسَائِيِّ: «إِذَا قَالَ الإِْمَامُ: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 7] فَقُولُوا: آمِينَ، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَقُولُ:
آمِينَ، وَإِنَّ الإِْمَامَ يَقُولُ: آمِينَ، فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ
تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ».
وَقَدْ تَقَدَّمَ عَنْ بِلاَلٍ أَنَّهُ قَالَ
لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَسْبِقْنِي بِـ«آمِينَ»»، وَعَنْ عَائِشَةَ
رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ
صَلاَتَهُ بالتَّكْبِيرِ، وَيَفْتَتِحُ قِرَاءَتَهُ بِـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 2] وَإِذَا
قَالَ: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 7] قَالَ: آمِينَ»، رَوَاهُ.
وَعَنْ أَبِي مُوسَى الأَْشْعَرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: «إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا تَلاَ: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 7] قَالَ: «آمِينَ» حَتَّى يَسْمَعَ مَنْ يَلِيهِ مِنَ الصَّفِّ الأَوَّلِ»، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ وَابْنُ مَاجَهْ،
الصفحة 1 / 279