وَقَالَ: «حَتَّى يَسْمَعَهَا أَهْلُ الصَّفِّ
الأَْوَّلِ، فَيَرْتَجُّ الْمَسْجِدُ»، وَفِي رِوَايَةٍ قَالَ: «كَانَ رَسُولُ
اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: ﴿وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ رَفَعَ صَوْتَهُ بِـ«آمِينَ»،
وَيَأْمُرُنَا بِذَلِكَ»، رَوَاهُ الأَْثْرَمُ، وَفِي رِوَايَةٍ: «كَانَ إِذَا
قَالَ: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 7] قَالَ: «آمِينَ»، وَرَفَعَ بِهَا صَوْتَهُ»، رَوَاهُ
الْخَمْسَةُ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ: «حَدِيثٌ حَسَنٌ».
وَفِي رِوَايَةٍ: قَالَ: «آمِينَ» يَمُدُّ بِهَا
صَوْتَهُ، وَقَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: «حَدِيثٌ صَحِيحٌ»، وَعَنْ وَائِلِ بْنِ
حُجْرٍ قَالَ: «صَلَّيْتُ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَهَرَ بِـ«آمِينَ»».
****
الشرح
يستحب للإمام والمأموم والمنفرد أن يقول: «آمين» بعد قراءة الفاتحة في الصلاة، سواء قرأها جهرًا أو سرًّا، و«آمين» معناها: اللهم استجب؛ لأن سورة
الفاتحة كلها دعاء: من أولها إلى قوله: ﴿إِيَّاكَ
نَعۡبُدُ﴾ دعاء عبادة، وهو الثناء على الله سبحانه وتعالى ومن
قوله: ﴿وَإِيَّاكَ نَسۡتَعِينُ﴾ [الْفَاتِحَة: 5]
إلى آخرها هذا دعاء مسألة، وهو الطلب من الله عز وجل فإذا فرغ من قراءتها يقول: «آمين» بمعنى: اللهم استجب هذا الدعاء.
وقوله: «يَجْهَرُ بِهَا الإِْمَامُ وَالْمَأْمُومُ فِيمَا يَجْهَرُ بِقِرَاءَتِهِ تَبَعًا لِلْفَاتِحَةِ»؛ وذلك في صلاة الليل، وصلاة الجمعة، وصلاة الكسوف، وكل صلاة يجهر فيها بالقراءة يجهر فيها بالتأمين، والتي يسر فيها القراءة يسر فيها التأمين، «وَكَذَلِكَ الْمُنْفَرِدُ إِنْ جَهَرَ»؛ لأن المنفرد مخير، إن شاء جهر في صلاة الليل، وإن شاء أسر، وفي الحالتين يستحب له أن يقول: آمين.