وقوله: «إِذَا أَمَّنَ الإِْمَامُ فَأَمِّنُوا،
فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا
تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» يدل على أن الملائكة تؤمن على قراءة الفاتحة مع
المصلين، فمن وافق تأمىنه تأمين الملائكة، غُفر له، وهذه زيادة فضيلة.
وقوله: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَقُولُ: «آمِين»» هذا دليل من فعله صلى الله عليه وسلم، والذي قبله دليل من
قوله، فالتأمين سنة فعلية وقولية ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم.
وقول بلال رضي الله عنه: «لاَ
تَسْبِقْنِي بِـ«آمِينَ»»» يعني: أمهلني حتى أنال بركة موافقتك في التأمين،
قال ابن الأثير: «يشبه أن يكون بلال كان
يقرأ الفاتحة في السكتة الأولى من سكتتي الإمام، فربما يبقى عليه منها شيء والرسول
صلى الله عليه وسلم قد فرغ من قراءتها، فاستمهله بلال في التأمين بقدر ما يتم فيه
بقية السورة؛ حتى ينال بركة موافقته في التأمين».
وقوله: «كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
يَفْتَتِحُ صَلاَتَهُ بالتَّكْبِيرِ» أي: تكبيرة الإحرام، «وَيَفْتَتِحُ قِرَاءَتَهُ بِـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 2] »، وهذا من الأدلة على أن البسملة ليست من الفاتحة،
وَإِذَا قَالَ: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ
عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 7] قَالَ: آمِينَ»»، فيه ثلاث مسائل:
الأولى: أنه يفتتح الصلاة بالتكبير.
الثانية: أنه يفتتح القراءة بـ بِـ ﴿ٱلۡحَمۡدُ
لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ﴾ [الْفَاتِحَة: 2] إلى آخر الفاتحة.
الثالثة: أنه إذا فرغ من قراءة الفاتحة يقول: آمين. وهكذا السنة.