مَسْأَلَةٌ: وَإِذَا قَامَ
إِلَى الصَّلاَةِ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، يَجْهَرُ بِهَا الإِْمَامُ، وَسَائِرُ
التَّكْبِيرِ؛ لَيُسْمِعَ مَنْ خَلْفَهُ، وَيُخْفِيهِ غَيْرُهُ.
أَمَّاالْقِيَامُ
فِي الصَّلاَةِ وَافْتِتَاحُهَا بِالتَّكْبِيرِ: فَمِنَ الْعِلْمِ الْعَامِّ
الَّذِي تَنَاقَلَتْهُ الأُْمَّةُ خَلَفًا عَنْ سَلَفٍ، وَتَوَارَثُوهُ عَنْ
نَبِيِّهِمْ صلى الله عليه وسلم، وَقَدْ قَالَ الله تعالى: ﴿وَقُومُواْ لِلَّهِ
قَٰنِتِينَ﴾ [البَقَرَة: 238]، وَقَالَ: ﴿وَٱلَّذِينَ يَبِيتُونَ
لِرَبِّهِمۡ سُجَّدٗا وَقِيَٰمٗا﴾ [الفُرْقَان: 64]، وَقَالَ سُبْحَانَهُ: ﴿وَإِذَا كُنتَ فِيهِمۡ
فَأَقَمۡتَ لَهُمُ ٱلصَّلَوٰةَ فَلۡتَقُمۡ طَآئِفَةٞ مِّنۡهُم مَّعَكَ﴾ [النِّسَاء: 102]،
وَقَالَ -تَعَالَى-: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡمُزَّمِّلُ
١قُمِ ٱلَّيۡلَ إِلَّا قَلِيلٗا ٢﴾ [المُزَّمِّل: 1، 2]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرۡ﴾ [المُدَّثِّر: 3]،
وَقَالَ -سُبْحَانَهُ-: ﴿وَكَبِّرۡهُ
تَكۡبِيرَۢا﴾ [الإِسْرَاء: 111].
****
الشرح
قوله: «وَإِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ
قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ» هذا أول كلام الماتن ابن قدامة رحمه الله في باب صفة
الصلاة، وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: القيام، وهو ركن من أركان الصلاة، لا تصح إلا به، إلا
للعاجز عن القيام، فإنه يصلي قاعدًا أو على جنب، وأما القادر، فلا بد من القيام في
صلاة الفريضة. وسيذكر المؤلف رحمه الله الأدلة الكثيرة على ركنية القيام في صلاة
الفريضة.
المسألة الثانية: ما يقول في افتتاح الصلاة؛ وهو التكبير، فيقول: «الله أكبر» بهذا اللفظ، لا يجزئ غيره، فلا يجزئ أن يقول: الله أجل، أو الله أعظم، أو الله ربنا، أو الله الكبير، أو الله المتكبر، أو ما أشبه ذلك، لا يجزئ في الصلاة غير تكبيرة الإحرام.
الصفحة 1 / 279