×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

فَأَمَّا الْمَأْمُومُ: فَالسُّنةُ فِي حَقِّهِ: أَنْ يُخْفِيَ التَّكْبِيرَ وَسَائِرَ أَنْوَاعِ الذِّكْرِ، إِلاَّ التَّأْمِينَ وَالْبَسْمَلَةَ عَلَى مَا سَيَأْتِي - إِنْ شَاءَ اللهُ تَعَالَى - لأَِنَّهُ إِنَّمَا يُصَلِّي لِنَفْسِهِ، فَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى سَمَاعِ غَيْرِهِ، وَأَفْضَلُ الذِّكْرِ: الخَفِيُّ، بَلْ يُكْرَهُ لَهُ الْجَهْرُ بِذَلِكَ، كَمَا يُكْرَهُ لَهُ الْجَهْرُ بِالقِرَاءَةِ؛ لأَِنَّهُ يُغَلِّطُ غَيْرَهُ مِنَ الْمُصَلِّينَ، إِلاَّ أَنْ يَجْهَرَ بِالْكَلِمَاتِ أَحْيَانًا، كَمَا جَهَرَ المُسْتَفْتِحُ بِقَوْلِهِ: «اللهُ أَكْبَرُ كَبِيرًا» ([1])، وَكَمَا جَهَرَ العَاطِسُ بِقَوْلِهِ: «رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ» ([2])، الحَدِيث، وَسَيَأْتِي - إِنْ شَاءَ اللهُ - ذِكْرُ ذَلِكَ.

****

الشرح

قوله: «ثُمَّ إِنَّ بَعْضَ الأُْمَرَاءِ تَرَكَ الْجَهْرَ بِسَائِرِ التَّكْبِيرِ»، هذا هو السبب الذي من أجله استغرب الناس من أبي سعيد رضي الله عنه الجهر بالتكبير، فسألوه عن ذلك، فأخبرهم، وأعلن لهم عند المنبر أن هذا هو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وأنه لا يُبالي بأحد، ولا يُدَاري أحدًا، وإنما يبين السنة، وهذا ما يجب على العلماء أن يفعلوه عند خفاء السنن وتركها.

وكذلك لما صلى عمران بن حصين رضي الله عنه خلف أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وكان علي يجهر بالتكبير، قال عمران: «قَدْ أَذْكَرَنِي هَذَا صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ».

وقوله: «وَكَذَلِكَ صَلاَةُ عِكْرِمَةَ» لعله عكرمة البربري مولى ابن عباس، وفيه عكرمة بن أبي جهل صحابي، لكن لا أظنه يقصد عكرمة بن أبي جهل.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (601).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (7::)، ومسلم رقم (600).