وقوله: «وَهَكَذَا كَانَ أَبُو عَبْدِ اللهِ
يَفْعَلُ» كان الإمام أحمد رحمه الله يفرق بين قدميه إذا قام إلى الصلاة.
وقوله: «رَأَى رَجُلاً صَافًّا بَيْنَ قَدَمَيْهِ»
يعني: مقربًا بينها، «فَقَالَ: أَخْطَأَ
هَذَا السُّنةَ» يعني: الفضيلة، «لَوْ
فَرَّجَ بَيْنَهُمَا كَانَ أَفْضَلَ» لو فرق بين قدميه ولم يلصقهما، لكان أفضل
له.
وقوله: «وَمِثْلُ ابْنِ مَسْعُودٍ إِذَا أَطْلَقَ
السُّنةَ فَإِنَّمَا يَعْنِي بِهِ سُنَّةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم »؛ لأن
الصحابي إذا قال: من السنة كذا، أو كنا نؤمر بكذا أو ننهى عن كذا في عهد رسول الله
صلى الله عليه وسلم، فإن هذا له حكم المرفوع عند المحدثين والأصوليين، أما إطلاق
السنة على المستحب، فهذا من اصطلاح المتأخرين.
وقوله: «كَانَ لاَ يُفَرِّجُ بَيْنَ قَدَمَيْهِ، وَلاَ
يَمَسُّ إِحْدَاهُمَا الأُْخْرَى، وَلَكِنْ بَيْنَ ذَلِكَ» يبين ما سبق من
مشروعية التفريق بين القدمين من فعل ابن عمر رضي الله عنها، وهو أكثر الناس
اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث كانت يتوسط في المباعدة بين قدميه،
فلا يلصقهما ولا يفرق بينهما تفريقًا كثيرًا يشق عليه وعلى من بجانبه.
وقوله: «رَوَاهُمَا أَبُو بَكْرٍ النَّجَّادُ»
هو محدث من الحنابلة، له كتاب في الحديث مشهور.
وقوله: «لاَ تُقَارِبْ وَلاَ تُبَاعِدْ» يعني: يفرق بين القدمين بوسطية واعتدال.
الصفحة 2 / 279