×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 والقول الثاني: أنها آية من سورة الفاتحة، وأن سورة الفاتحة سبع آيات: أولها: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ وآخرها: ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ بينما يرى الجمهور أن الفاتحة سبع آيات بدونها، وتكون الآية السادسة في قوله تعالى: ﴿صِرَٰطَ ٱلَّذِينَ أَنۡعَمۡتَ عَلَيۡهِمۡ والآية السابعة في قوله تعالى: ﴿غَيۡرِ ٱلۡمَغۡضُوبِ عَلَيۡهِمۡ وَلَا ٱلضَّآلِّينَ [الفاتحة: 7] ولذلك توجد بعض المصاحف مختلفة في ترقيم هذه السورة، فبعضها يجعل -وهو قليل- أول آية: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفَاتِحَة: 1] ويضع عليها رقم واحد، وبعضهم لا يضع عليها رقمًا، ويبدأ الترقيم من قوله: ﴿ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الفاتحة: 2] فعلى القول بأنها من الفاتحة، فلا بد من الجهر بها، ولذلك بعض الأئمة يرى الجهر بها بناءً على أنها من الفاتحة.

والصحيح: ما ذهب إليه جمهور العلماء أنها ليست من الفاتحة، ولذلك يسرونها، ولا يجهرون بها؛ للأدلة الكثيرة الواردة في أن الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يكونوا يجهرون بها في الصلاة، ومن ذلك قول أنس رضي الله عنه: «صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ؛ فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفَاتِحَة: 1] »، فلو كانت من الفاتحة، لجهروا بها، وإنما كانوا يقرؤونها سرًّا.


الشرح