×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 السُّنةُ: أَنْ يَقْرَأَ الْبَسْمَلَةَ قَبْلَ الْفَاتِحَةِ، وَأَنْ يُخْفِيَهَا، أَمَّا قِرَاءَتُهَا؛ فَلِمَا رَوَى أَبُو نُعَيْمٍ الْمُجْمِرُ، قَالَ: «صَلَّيْتُ وَرَاءَ أَبِي هُرَيْرَةَ فَقَرَأَ بِسْم اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، قَرَأَ بِأُمِّ الْقُرْآنِ، وَقَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنِّي لأَشْبَهُكُمْ صَلاَةً بِرَسْولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم »، رَوَاهُ النَّسَائِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ، وَهُوَ مَرْوِيٌّ عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ حَمَّادِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ، عَنْ خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ - رضي الله عنها: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْتَتِحُ صَلاَتَهُ بِـ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفَاتِحَة: 1]، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ، وَقَالَ: «هَذَا حَدِيثٌ لَيْسَ إِسْنَادُهُ بِذَاكَ، رَوَاهُ الْمُعْتَمِرُ عَنْ إِسْمَاعِيلَ مُحْتَجًّا بِهِ»، وَذَكَرَ إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنْ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ: أَنَّهُ قَالَ: «إِسْمَاعِيلُ بْنُ حَمَّادٍ: ثِقَةٌ»، وَقَالَ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ: «سَأَلْتُ أَبِي عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ، فَقَالَ: صَالِحُ الْحَدِيثِ».

وَعَنْ عَلِيٍّ رضي الله عنه قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ: ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفَاتِحَة: 1]، رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ، وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَفْتَتِحُ صَلاَتَهُ بِـ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفَاتِحَة: 1]،»، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَالدَّارَقُطْنِيُّ، وَإِسْنَادُهُ لَيْسَ بِذَاكَ؛ وَلأَِنَّ أَحَادِيثَ أَنَسٍ كُلَّهَا إِنَّمَا نُفِيَ فِيهَا الْجَهْرُ؛ فَعُلِمَ أَنَّهُمْ كَانُوا يَقْرَؤُونَهَا سِرًّا، كَمَا صُرِّحَ بِهِ فِي بَعْضِ الرِّوَايَاتِ، يَعْنِي ابْتِدَاءَ الْقِرَاءَةِ كَمَا سَيَأْتِي؛ وَلأَِنَّ الصَّحَابَةَ رضي الله عنهم كَانُوا يَقْرَؤُونَهَا وَيُنْكِرُونَ عَلَى مَنْ رَغِبَ عَنْ قِرَاءَتِهَا، وَهُمْ أَعْلَمُ بِالسُّنةِ، وَلأَِنَّهُ يُشْرَعُ قِرَاءَتُهَا فِي النَّافِلَةِ؛ فَكَذَلِكَ فِي الْفَرِيضَةِ، وَلأَِنَّهُ يُشْرَعُ قِرَاءَتُهَا فِي أَوَّلِ السُّورَةِ خَارِجَ الصَّلاَةِ؛ فَكَذَلِكَ فِي الصَّلاَةِ وَأَوْلَى، وَلأَِنَّهَا مَكْتُوبَةٌ فِي الْمُصْحَفِ، وَإِنَّمَا كُتِبَتْ لِتُقْرَأَ.

****

الشرح


الشرح