وَقَدْ
رُوِيَ عَنْ أَبِي خَالِدٍ الْوَالِبِيِّ قَالَ: «خَرَجَ إِلَيْنَا عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ رضي الله عنه وَكُنَّا قِيَامًا، فَقَالَ: «مَا لِي أَرَاكُمْ
سَامِدِينَ؟»؛ يَعْنِي: قِيَامًا» ([1]).
وَلأَِنَّ
فِي ذَلِكَ مَشَقَّةً عَلَى المَأْمُومِينَ مِنْ غَيْرِ فَائِدَةٍ، وَقِيَامًا
إِلَى الصَّلاَةِ قَدْ تَحَقَّقَ قُرْبَ الشُّرُوعِ فِيهَا، فَلَمْ يَكُنْ
إِلَيْهِ حَاجَةٌ.
****
الشرح
قوله: «فَمَكَثْنَا عَلَى هَيْئَتِنَا»
فيه دليل على أنه إذا عرض عارض للإمام، وتأخر عن الدخول في الصلاة حتى يتهيأ، فلا
تعاد الإقامة، وأن المأمومين يلزمون أماكنهم قائمين في صفوفهم.
وقوله: «فَلاَ تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي»؛
لأنه صلى الله عليه وسلم كان يأتي إليهم من بيته، وليس حاضرًا في المسجد وقت
الإقامة. وقوله: «وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى نَسْخِ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَهُ قَبْلَ ذَلِكَ»،
من كونهم يقومون قبل أن يروا الإمام.
وقوله: «مَا لِي أَرَاكُمْ سَامِدِينَ؟» يدل على
أنهم لا يقومون حتى يحضر الإمام؛ لأن عليًّا رضي الله عنه استنكر قيامهم قبل حضور
الإمام، وعلى كل حال المسألة واسعة، ولله الحمد.
وقوله: «وَلأَِنَّ فِي ذَلِكَ مَشَقَّةً عَلَى
المَأْمُومِينَ»؛ لأن فيهم الضعاف، وفيهم من يشق عليه القيام.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (71:)، ومسلم رقم (434).
الصفحة 2 / 279