ويشبه هؤلاء المخطئين من يدعي الاجتهاد، وهو ليس من أهله، فتجد أحدهم إذا
حفظ حديثًا، أو اطَّلع على بعض الأحاديث، استدل به دون أن يرجع إلى ما يفسره
ويبينه، وقد يكون هذا الحديث منسوخًا، أو يكون مطلقًا ولا بد من تقييده، لا بد من
هذا.
والعلم لا يؤخذ اعتباطًا، بل يؤخذ بتعلم وبطرقٍ معروفة عند أهل العلم، فلا
يكفي أن تحفظ الأحاديث أو الصحاح أو السُّنن، فليس هذا هو العلم، والحفظ إنما هو
وسيلة للفهم والفقه، ولا يتم هذا إلا بالطرق العلمية المعروفة، بعضهم يظن أنه
يكفيه أن يحفظ الأحاديث، أو يقرأ كتب أهل العلم، أو يستمع إلى التسجيلات الصوتية
للعلماء، حتى يكون من أهل الاجتهاد! وهو ليس كذلك، هذا يضر أكثر مما ينفع.
والله جل وعلا قال: ﴿وَأۡتُواْ ٱلۡبُيُوتَ مِنۡ أَبۡوَٰبِهَاۚ﴾ [البقرة:189]، هذه قاعدة، فكما أن البيت يدخل من بابه، ولا يُدخل من ظهره، كذلك العلم لا يؤتى، إلا من أبوابه.
الصفحة 3 / 279
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد