×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

وقد استدل العلماء بهذا الحديث على أن الإمام إذا ارتفع من المأمومين ارتفاعًا يسيرًا، فهذا لا يضر، مثل ما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم على المنبر.

وقوله: «وَهَذَا دَلِيلٌ عَلَى الائْتِمَامِ بِهِ فِي صِفَةِ الصَّلاَةِ» أي: يدل على وجوب الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم في صفة الصلاة، وأنها لا تؤخذ بالاختيار والاستحسان، أو من فعل فلان أو فلان، وإنما تؤخذ مما ثبت من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله وتقريراته.

وقد قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِنْ صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا» ([1]).

فالمأموم يقتدي بإمامه، والأمة - أئمة ومأمومون - تقتدي برسولها صلى الله عليه وسلم فيما فعله في الصلاة، أو أمر به، أو أقر عليه.

وقوله صلى الله عليه وسلم: «لِيَلِيَنِّي مِنْكُمْ»، هذا أمر منه بأن يليه في الصف - أي: يكون قريبًا منه - «أُولُو الأَحْلاَمِ»، فيخرج الصبيان «وَالنُّهَى»، أي: أهل العقول؛ لأجل أن ينقلوا صلاته، ويبلغوها للأمة من بعده.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (378)، ومسلم رقم (411).