وقوله: «وَتَحْرِيمُهَا التَّكْبِيرُ» أي:
الدخول فيها بالتكبير، لا يجزئ غير التكبير، فلا تقول: سبحان الله، أو الحمد لله،
أو بسم الله، وما أشبه ذلك من أنواع الذكر، لا بد من قول: «الله أكبر».
ثم ذكر حديث المسيء في صلاته، وهو رجل من الصحابة جاء والنبي صلى الله عليه
وسلم جالس، فصلى ثم جاء وسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فرد عليه السلام، وقال
له: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ
تُصَلِّ»، فرجع يصلي كما صلى، ثم جاء فسلم على النبي صلى الله عليه وسلم، فقال
له: «ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ
تُصَلِّ» ثلاثًا، فقال: والذي بعثك بالحق ما أحسن غيره فعلمني، فقال: «إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ، فَكَبِّرْ،
ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ القُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ
رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى
تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ
حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا» ([1]). فدل على أن الصلاة
تُستفتح بالتكبير.
وقوله في الحديث الآخر: «إِذَا كَبَّرَ الإِمَامُ» يعني: تكبيرة
الإحرام، «فَكَبِّرُوا» بعده مباشرة،
ولا تسبقوه بالتكبير.
وقوله: «عَلَى أَنَّ النَّقْلَ بِذَلِكَ شَاعَ
شَيَاعًا لاَ يُفْتَقَرُ مَعَهُ إِلَى نَقْلِ الْخَاصَّةِ»، يعني: أن هذه الصفات
في الصلاة شاعت في الأمة شياعًا لا يحتاج إلى نقل الأحاد، فيكون هذا من المتواتر
عند الأمة.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (757)، ومسلم رقم (397).
الصفحة 3 / 279