×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 قوله: «وَالرَّابِعُ: تَكْمِيلُ الأَوَّلِ فَالأَوَّلِ» فلا يبدأ بصف حتى يكمل الصف الذي قبله، حتى لا تكون الصفوف بعضها طويل وبعضها قصير، فيكمل الصف الأول، ثم يُبدأ بالصف الثاني، فإذا امتلأ الصف الثاني يُبدأ بالصف الثالث، وهكذا.

قوله: «تَحْقِيقًا لِلاِجْتِمَاعِ، وَالدُّنُوِّ مِنَ الإِْمَامِ»؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «أَلاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟»، فقالوا: يا رسول الله، وكيف تصف الملائكة عند ربها؟ قال: «يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُْوَلَ وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ» ([1])؛ من أجل أن يحصل الاقتداء بالإمام، فإذا كثرت الصفوف، يبعد بعضهم عن الاقتداء بالإمام، وإذا قربت من الإمام، اقتدوا به، وسمعوا صوته.

قوله: «وَالخَامِسُ: تَوَسُّطُ الإِْمَامِ، وَهُوَ أَنْ يَكُونَ فِي وَسَطِ الصَّفِّ» فلا يكون جانب الصف أطول من الجانب الآخر، بل تكون ميمنة الصف مساوية لميسرته؛ لأن بعض الناس إذا علم بفضيلة ميمنة الصفوف، ذهب إلى أقصى اليمين، وترك ميسرة الصف، ولو كان فيها نقص كبير، وهذا لا ينبغي، والصواب: أن يكون الصفُّ متعادلاً من اليمين ومن الشمال، والقرب من الإمام في ميسرة الصف أفضل من البعد عنه ولو كان في ميمنة الصف.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (430).