×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

وقوله: «وَذَلِكَ يَحْصُلُ بِالْمُحَاذَاةِ بِالْمَنَاكِبِ، وَالرُّكَبِ، وَالْكِعَابِ»، هذه الأمور هي مقياس التسوية، وبها يحصل اعتدال الصف.

فتُحاذى المناكب والأكعب في القيام، وتُحاذى الركب في الجلوس، أما الخلفيات، فليس من اللازم أن تتساوى؛ لأن الأجسام تختلف، فليس من اللازم أن تتساوى أصابع الرجلين وخلفيات الصفوف؛ لأن الناس يختلفون في أجسامهم، وإنما المدار على الركب.

وقوله: «دُونَ أَصَابِعِ الرِّجْلَيْنِ»؛ لأنها تختلف في الطول من شخص لآخر.

قوله: «وَالثَّانِي: التَّرَاصُّ فِيهِ، وَسَدُّ الْخَلَلِ وَالْفُرَجِ» الأمر الثاني مما يكون من مسائل الصفوف: سد الفرج والخلل بالتراص والتقارب، وأن يدنو المصلون بعضهم من بعض، «حَتَّى يُلْصِقَ الرَّجُلُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ الرَّجُلِ، وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ» هكذا يحصل الالتصاق، فلا يُتْرَكُ فراغ وفجوة بين المناكب والأكعب.

قوله: «الثَّالِثُ: تَقَارُبُ الصُّفُوفِ» بأن تكون رؤوس من في الصف المؤخر إذا سجدوا عند أعقاب الصف المقدم، فتكون الصفوف متوالية ليس بينها مسافات.

قوله: «مِنْ غَيْرِ ازْدِحَامٍ يُفْضِي إِلَى أَذَى المُصَلِّين» أي: من غير أن يؤدي هذا التقارب بين الصفوف إلى أذى المصلين ومضايقتهم، وإنما تترك مسافة تسمح بسجود الصف المؤخر على راحته؛ لأن الزيادة في التقارب يحصل فيها خلل وضرر، إنما يتقارب بحيث يكون موضع سجودهم عند موضع قيام من أمامهم، يعني عند أعقاب من أمامهم.


الشرح