مسجدهم خمس مرات في اليوم والليلة؛ ليتعارفوا فيما بينهم، ويتآلفوا
ويتعاونوا، وغير ذلك من المصالح المرجوة في صلاة الجماعة، ومن تمام ذلك العناية
بصفوفهم إذا قاموا في الصلاة.
قوله: «وَيَتَحَقَّقَ مَعْنَى
الجَمَاعَةِ الَّذِي هُوَ اجْتِمَاعُهُمْ فِي الصَّلاَةِ مَكَانًا وَزَمَانًا»؛
لأن ديننا يحثنا دائمًا على الاجتماع، وينهانا عن الافتراق؛ ولذلك ربَّى المسلمين
على الاجتماع في الصلوات الخمس في مكان واحد، وهو المسجد، وفي زمان واحد، وهو وقت
الصلاة، وفي الجمع والأعياد، وفي الحج والعمرة.
قوله: «قَالَ أَبُو عَبْدِ اللهِ»
يعني: الإمام أحمد «تَسْوِيَةُ الصُّفُوفِ
وَدُنُوُّ الرِّجَالِ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ مِنْ تَمَامِ الصَّلاَةِ، وَتَرْكُ
ذَلِكَ نَقْصٌ فِي الصَّلاَةِ»، وهذا في الحديث: «سَوُّوا صُفُوفَكُمْ، فَإِنَّ تَسْوِيَةَ الصُّفُوفِ مِنْ تَمَامِ
الصَّلاَةِ» ([1])، معناه: أن عدم
تسوية الصفوف يكون نقصًا في الصلاة.
قوله: «أَحَدُهَا» يعني: أحد الخمسة «تَسْوِيَةُ الصَّفِّ، وَتَعْدِيلُهُ، وَتَقْوِيمُهُ» أي: تسوية الصف عن الميل، وتعديله وتقويمه، وكلها معان متقاربة تعني جميعًا أن يكون الصف معتدلاً ومتراصًّا. وقوله: «حَتَّى يَكُونَ كَالْقَدَحِ» أي: قدح السهم؛ لأن السهم الذي يرمى به له قذتان كجناحي الطائر؛ لأجل أن يعتدل، ولا يسقط، ويصيب الهدف إذا رُمِيَ، فإذا زُلَّم السهم وسُوِّي، وأُخِذ من حروفه، وصار بلا نَصْل ولا قذذ؛ سُمي: قدحًا.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (723).