×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وقوله: «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ - ثَلاَثًا» من باب التأكيد، فدل على أهمية إقامة الصفوف بمعنى أن تعتدل وتتراص ولا يكون فيها فُرَجٌ، «وَاللهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ» وهذا وعيد، فإذا لم تقم الصفوف وتعتدل، كانت سببًا لأن يخالف الله بين قلوب المصلين، فيحدث بينهم التباغض والعداوة والشحناء.

وقوله: «فَلَقَدْ رَأَيْتُ الرَّجُلَ يَلْزَقُ كَعْبَهُ بِكَعْبِ صَاحِبِهِ» فيه دليل على امتثال الصحابة ومبادرتهم لأوامر الرسول صلى الله عليه وسلم، وليسوا كمن يعيشون بيننا في هذا الزمان، ويسمعون الحديث، ولا يبالون به، إنما إذا بلغهم الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، عملوا به، وبادروا إليه.

وقوله: «وَرُكْبَتَهُ بِرُكْبَتِهِ، وَمَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِهِ» هذا كما سبق أن محاذاة الصفوف تكون في حال القيام بالمناكب والأكعب، وفي حال الجلوس تكون بمحاذاة الركب بعضها مع بعض.

وقوله: «وَأَحَادِيثُ الْبَابِ كَثِيرَةٌ» الأحاديث في الأمر بتراص الصفوف وإقامتها والنهي عن الاختلاف فيها كثيرة، لا يستوعبها هذا المقام، وإنما اقتصر على بعضها، «رُبَّمَا يَتِمُّ أَمْرُهَا - إِنْ شَاءَ اللهُ - فِي مَوْقِفِ الإِْمَامِ وَالْمَأْمُومِ»، وعُدَّ أنه ربما يستقصيها في باب موقف الإمام والمأموم الآتي.

***


الشرح