وَالرِّوَايَةُ
الثَّانِيَةُ: هُوَ إِلَى فُرُوعِ الأُْذُنَيْنِ أَفْضَلُ، اخْتَارَهُ الْخَلاَّلُ
وَقَالَ: تَوَاتَرَتِ الرِّوَايَاتُ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ رحمه الله فِي
فُتْيَاهُ وَفِعْلِهِ أَنَّ أَحَبَّ إِلَيْهِ فُرُوعُ أُذُنَيْهِ، وَإِنْ رَفَعَ
إِلَى مَنْكِبَيْهِ فَهُوَ جَائِزٌ؛ لِمَا رَوَى مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم «كَانَ إِذَا كَبَّرَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى
يُحَاذِيَ بِهِمَا أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ رَفَعَ يَدَيْهِ حَتَّى يُحَاذِيَ
بِهِمَا أُذُنَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فَقَالَ: سَمِعَ
اللهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ» ([1])، رَوَاهُ
أَحْمَدُ، وَمُسْلِمٌ، وَالنَّسَائِيُّ.
وَفِي
رِوَايَةٍ: «يُحَاذِي بِهِمَا فُرُوعَ أُذُنَيْهِ» ([2])، رَوَاهُ
مُسْلِمٌ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ.
****
الشرح
قوله: «اخْتَارَهُ الْخَلاَّلُ» هو
أبو بكر الخلال من تلاميذ الإمام أحمد، وهو الذي جمع علم الإمام أحمد في جامعه
المشهور «جامع الخلال»، جمع فيه كل ما
صدر عن الإمام أحمد من الأجوبة والرسائل والفتاوى، فكان حافلاً بمذهب الإمام أحمد،
ولكنه فُقِد مع الأسف، ولا يوجد منه إلا قطع متفرقة، وهو على ما يقولون: يزيد على
ثلاثين مجلدًا - لو وجد.
قوله: «أَنَّ أَحَبَّ إِلَيْهِ فُرُوعُ أُذُنَيْهِ» هذا ترجيح للقول الثاني: أن رفع اليدين إلى فروع الأذنين، «وَإِنْ رَفَعَ إِلَى مَنْكِبَيْهِ فَهُوَ جَائِزٌ...»،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (1:3).