×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وَعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ «أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ كَبَّرَ حِيَالَ أُذُنَيْهِ» ([1])، وَرُوِيَ ذَلِكَ أَيْضًا مِنْ حَدِيثِ البَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ([2]) وَابْنِ الزُّبَيْرِ، رَوَاهُ أَحْمَدُ ([3]).

وَالرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ: هُمَا سَوَاءٌ، وَهِيَ اخْتِيَارُ الخِرَقِيِّ، وَأَبِي حَفْصٍ العُكْبَرِيِّ، وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَغَيْرِهِمْ؛ لِمَجِيءِ بِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا، فَإِنَّ صِحَّةَ الرِّوَايَاتِ بِكُلٍّ مِنْهُمَا دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُ هَذَا تَارَةً وَهَذَا تَارَةً.

****

الشرح

قوله: «حِيَالَ أُذُنَيْهِ» يعني: إلى فروع أذنيه.

وقوله: «وَالرِّوَايَةُ الثَّالِثَةُ: هُمَا سَوَاءٌ» أي: لا تفضيل بينهما، سواء رفع إلى فروع أذنيه، أو إلى حذو منكبيه.

وقوله: «وَهِيَ اخْتِيَارُ الخِرَقِيِّ» هو صاحب متن الخرقي، وهو أول ما ألف في المذهب، وهو مختصر قليل الحجم، ولكنه منتقى من المسائل العظيمة، ولذلك اهتم العلماء بشرحه في شروح كثيرة، أشهرها: المغني لابن قدامة.

وقوله: «وَأَبِي حَفْصٍ العُكْبَرِيِّ، وَأَبِي عَلِيِّ بْنِ أَبِي مُوسَى، وَغَيْرِهِمْ» من أصحاب المذهب.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (401).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (749).

([3])  أخرجه: أحمد رقم (18866)، والطبراني في الكبير رقم (243).