ولم يكونوا ملازمين للرسول صلى الله عليه وسلم كما هو حال أصحاب الرواية
الأولى، فتكون رواية الرفع إلى حذو المنكبين أفضل؛ لأنها من رواية من لازموا رسول
الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله: «وَأَيْضًا فَإِنَّ الإِْسْنَادَ إِلَى
الصَّحَابَةِ بِالمَنْكِبَيْنِ أَثْبَتُ» هذا مما يرجح رواية الرفع إلى
المنكبين، أن الأحاديث الواردة فيهما متفق عليها بين البخاري ومسلم، أما رواية إلى
فروع الأذنين؛ فقد انفرد بها مسلم، ولا شك أن المتفق عليه أفضل مما انفرد به
أحدهما.
وقوله: «وَتُحْمَلُ رِوَايَتُهُمْ عَلَى رِوَايَةِ الْمَنْكِبَيْنِ» يعني: إذا رفع إلى منكبيه؛ فقد قارب الأذنين، وهذه مسألة سهلة؛ لأن المصلي إذا كبر ولم يرفع يديه فإن صلاته صحيحة، فالرفع سنة، وكونه إلى المنكبين أو إلى الأذنين، فهذا من باب التفضيل.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد