×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وقوله: «الثَّالِثُ: أَنَّ الرِّوَايَاتِ مُصَرِّحَةٌ بِأَنَّهُ حَاذَى»؛ لأن رؤوس الأصابع لا تسمى يدًا.

وقوله: «حَتَّى صَارَتْ إِبْهَامُهُ تُحَاذِي شَحْمَةَ أُذُنِهِ»؛ لأن الإبهام يحاذي وسط الكف، فيكون الذي يحاذي فروع أذنه أو منكبيه هو وسط الكف.

كل ذلك يدل على عناية الصحابة وعناية العلماء بصفة صلاة الرسول صلى الله عليه وسلم وصفة أفعاله فيها؛ حتى يقتدوا به في صلاتهم؛ عملاً بقول الله -تعالى-: ﴿لَّقَدۡ كَانَ لَكُمۡ فِي رَسُولِ ٱللَّهِ أُسۡوَةٌ حَسَنَةٞ [الأحزاب: 21]، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي» ([1]).

وقوله: «تَأَوَّلَ الْقَاضِي وَغَيْرُهُ أَحَادِيثَ الأُْذُنَيْنِ عَلَى أَنَّ رُؤُوسَ الأَْصَابِعِ تَبْلُغُ فُرُوعَ الأُْذُنَيْنِ، وَأَنَّ أَحَادِيثَ الْمَنْكِبَيْنِ عَلَى الْمَنْكِبِ نَفْسِهِ» يعني: ترجح عنده أنه يحاذي بوسط كفيه كتفيه، أو يرفع يديه حتى تبلغ رؤوس الأصابع فروع أذنيه، وهناك من يقول: إنه يرفع يديه حتى تجاوز كفاه أذنيه. وهذا مبالغة ولا أصل له.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (631)، ومسلم رقم (674).