×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

وَلأَِنَّ ذَلِكَ أَزْيَنُ وَأَقْرَبُ إِلَى الْخُشُوعِ، وَهُوَ: قِيَامُ الذَّلِيلِ بَيْنَ يَدَيِ الْعَزِيزِ.

****

الشرح

انتهى الشارح رحمه الله من مسألة رفع اليدين في الصلاة، بعدما أسهب فيها وطوَّل الكلام على فروعها؛ لأن الله مكنه من العلم والإحاطة بالأقوال والأدلة وسعة الفقه، وهذه عادته رحمه الله في أجوبته وفي مؤلفاته، إذا بحث مسألة، استوفى الكلام فيها وفيما يتفرغ عنها من مسائل، حتى يشبعها بحثًا.

ثم انتقل إلى مسألة أخرى، وهي: كيف يضع المصلي يديه حال القيام في الصلاة، هل يضعهما تحت السرة أو تحت الصدر؟ أما وضعهما فوق الصدر فهذا غير مشروع، وأرجح الأقوال أن يضعهما تحت الصدر وفوق السرة، ولا إشكال إن وضعهما تحت السرة، ولكنه قول مرجوح.

وبعض الناس يتشددون، ويضعون أيديهم على نحورهم، ويطمرون رؤوسهم، ويستدلون بقول الله - تعالى: ﴿فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَٱنۡحَرۡ [الكوثر: 2] يفسرون النحر بنحر الإنسان، وهذا استدلال في غير محله؛ لأن المراد بالنحر: أن ينحر الإبل نسكًا لله جل وعلا: ﴿قُلۡ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحۡيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ [الأنعام: 162]، فليس المراد بالنحر أن يضع الإنسان يديه على نحره في الصلاة.

وقوله: «إِذَا انْقَضَى التَّكْبِيرُ فَإِنَّهُ يُرْسِلُ يَدَيْهِ»، إذا انتهى من التكبير، يضع يديه تحت سرته، «وَيَضَعُ يَدَهُ الْيُمْنَى فَوْقَ الْيُسْرَى عَلَى الْكُوعِ» والكوع هو مفصل الكف من الذراع، وأما المرفق، فهو مفصل الذراع من العضد، وبعض العوام يسمون المرفق كوعًا، وهذا غلط.


الشرح