×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وَلاَ يُسْتَحَبُّ ذَلِكَ فِي قِيَامِ الاِعْتِدَالِ عَنِ الرُّكُوعِ؛ لأَِنَّ السُّنةَ لَمْ تَرِدْ بِهِ، وَلأَِنَّ زَمَنَهُ يَسِيرٌ يَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى التَّهَيُّؤِ لِلسُّجُودِ.

وَيَجْعَلُهُمَا تَحْتَ سُرَّتِهِ، أَوْ تَحْتَ صَدْرِهِ، مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا، وَالأَْوَّلُ أَفْضَلُ فِي إِحْدَى الرِّوَايَاتِ عَنْهُ، اخْتَارَهَا الْخِرَقِيُّ وَالْقَاضِي وَغَيْرُهُمَا، رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالدَّارَقُطْنِيُّ عَنْ أَبِي جُحَيْفَةَ، قَالَ: قَالَ عَلِيٌّ رضي الله عنه: «إِنَّ مِنَ السُّنةِ وَضْعَ الأَْكُفِّ تَحْتَ السُّرَّةِ» ([1])، وَيُذْكَرُ ذَلِكَ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ([2])، وَقَدِ احْتَجَّ بِهِ الإِْمَامُ أَحْمَدُ.

وَرَوَى ابْنُ بَطَّةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: «مِنَ السُّنَّةِ: أَنْ يَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى فِي الصَّلاَةِ تَحْتَ السُّرَّةِ» ([3])، وَالصَّحَابِيُّ إِذَا قَالَ: «السُّنَّةُ» انْصَرَفَ إِلَى سُنَّةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلأَِنَّ ذَلِكَ أَبْعَدُ عَنِ التَّكْفِيرِ الْمَكْرُوهِ ([4]).

وَفِي الأُْخْرَى: تَحْتَ الصَّدْرِ أَفْضَلُ، اخْتَارَهَا طَائِفَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا؛ لِمَا رَوَى جَرِيرٌ الضَّبِّيُّ قَالَ: «رَأَيْتُ عَلِيًّا يُمْسِكُ شِمَالَهُ بِيَمِينِهِ عَلَى الرُّسْغِ فَوْقَ السُّرَّةِ» ([5])، رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ، وَرَوَى قَبِيصَةُ بْنُ هُلْبٍ عَنِ أَبِيهِ قَالَ: «رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَضَعُ هَذِهِ عَلَى صَدْرِهِ»، وَوَضَعَ يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ «الْيُمْنَى عَلَى الْيُسْرَى فَوْقَ الْمِفْصَلِ» ([6])، رَوَاهُ أَحْمَدُ.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (756)، وأحمد رقم (875)، والدارقطني رقم (1102).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (755)، والنسائي رقم (888)، وابن ماجه رقم (811).

([3])  ذكره ابن بطة في الشرح والإبانة على أصول السنة والديانة (ص: 32:).

([4])  قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر (4/ 188): (والتكفير: هو أن ينحني الإنسان ويطأطئ رأسه قريبًا من الركوع، كما يفعل من يريد تعظيم صاحبه).

([5])  أخرجه: أبو داود رقم (757).

([6])  أخرجه: أحمد رقم (21967).