وَالرِّوَايَةُ
الثَّالِثَةُ: هُمَا سَوَاءٌ: اخْتَارَهَا ابْنُ أَبِي مُوسَى وَغَيْرُهُ؛
لِتَعَارُضِ الآْثَارِ فِي ذَلِكَ.
فَأَمَّا
وَضْعُهُمَا عَلَى الصَّدْرِ فَيُكْرَهُ، نَصَّ عَلَيْهِ، وَذُكِرَ عَنْ أَبِي
أَيُّوبَ عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ قَالَ: يُكْرَهُ التَّكْفِيرُ فِي الصَّلاَةِ،
وَقَالَ: التَّكْفِيرُ: يَضَعُ يَمِينَهُ عِنْدَ صَدْرِهِ فِي الصَّلاَةِ«، وَمَا
رُوِيَ مِنَ الآْثَارِ عَلَى الْوَضْعِ عَلَى الصَّدْرِ، فَهَلْ هُوَ مَحْمُولٌ
عَلَى مُقَارَبَتِهِ؟
****
الشرح
وقوله: «وَلاَ يُسْتَحَبُّ
ذَلِكَ فِي قِيَامِ الاِعْتِدَالِ عَنِ الرُّكُوعِ» هذه مسألة أخرى؛ وهي: قبض
اليدين بعد الركوع، وهي محل خلاف، واختيار شيخ الإسلام رحمه الله، أن القبض بعد
الركوع غير مستحب، وقال: «لأَِنَّ
السُّنةَ لَمْ تَرِدْ بِهِ، وَلأَِنَّ زَمَنَهُ يَسِيرٌ يَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى
التَّهَيُّؤِ لِلسُّجُودِ».
والقول الثاني: أنه يقبض، وهو الذي أفتى به الشيخ عبد العزيز ابن باز رحمه
الله وذكره في رسالة الصلاة، ورد على من يقول بالإرسال ولا يقبض بعد الركوع.
وقوله: «وَيَجْعَلُهُمَا تَحْتَ سُرَّتِهِ، أَوْ
تَحْتَ صَدْرِهِ»، ولا يضعهما فوق صدره مثل ما يفعل بعض المتشددين، بل إن
بعضهم يضعهما على رقبته؛ كأنه يغل نفسه، وهذا من التشدد.
وقوله: «مِنْ غَيْرِ كَرَاهَةٍ لِوَاحِدٍ مِنْهُمَا»
أي: لا يترجح أحدهما على الآخر، وإن كانت طائفة من العلماء ترجح وضعهما تحت الصدر،
وطائفة ترجح وضعهما تحت السرة.