×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

وَعَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لاَ يَزَالُ اللهُ مُقْبِلاً عَلَى الْعَبْدِ فِي صَلاَتِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ، فَإِذَا صَرَفَ وَجْهَهُ انْصَرَفَ عَنْهُ» ([1])، رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَأَبُو دَاوُدَ، وَالنَّسَائِيُّ، وَعَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكَ وَالاِلْتِفَاتَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّ الاِلْتِفَاتَ فِي الصَّلاَةِ هَلَكَةٌ، فَإِنْ كَانَ لاَ بُدَّ فَفِي التَّطَوُّعِ لاَ فِي الْفَرِيضَةِ» ([2])، رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ.

وَعَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، إِنَّهُ بَيْنَ عَيْنَيِ الرَّحْمَنِ عز وجل فَإِذَا الْتَفَتَ قَالَ لَهُ الرَّبُّ: إِلَى مَنْ تَلْتَفِتُ؟! إِلَى مَنْ هُوَ خَيْرٌ لَكَ مِنِّي؟! ابْنَ آدَمَ، أَقْبِلْ عَلَيَّ؛ فَأَنَا خَيْرٌ لَكَ مِمَّنْ تَلْتَفِتُ إِلَيْهِ» ([3]).

****

الشرح

لما فرغ رحمه الله من بيان التكبير في الصلاة مع رفع اليدين، وقبض اليد اليسرى باليمنى حال القيام، انتقل إلى مسألة أخرى، وهي: أين يكون موضع نظره في الصلاة، وهذا فيه تفصيل: نظره حال القيام، ونظره حال السجود، ونظره حال الجلوس، وهذا سيأتي تفصيله إن شاء الله.

قال رحمه الله: «يُكْرَهُ لِلْمُصَلِّي رَفْعُ الْبَصَرِ إِلَى السَّمَاءِ»؛ لما في ذلك من النهي والوعيد، «أَوِ الاِلْتِفَاتُ يَمْنَةً وَيَسْرَةً لِغَيْرِ حَاجَةٍ كَرَاهَةً شَدِيدَةً»، فإن احتاج إلى الالتفات برأسه في الصلاة، فلا بأس،


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (:0:)، والنسائي رقم (1::5)، وأحمد رقم (21508).

([2])  أخرجه: الترمذي رقم (58:).

([3])  أخرجه: عبد الرزاق في مصنفه رقم (3265)، والبزار في مسنده رقم (9332).