وقوله: «أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم
كَانَ يُقَلِّبُ بَصَرَهُ فِي السَّمَاءِ، فَنَزَلَتْ: ﴿ٱلَّذِينَ هُمۡ فِي
صَلَاتِهِمۡ خَٰشِعُونَ﴾ [المؤمنون: 2]؛ فَطَأْطَأَ
رَأْسَهُ»، فدل على أن الخشوع يكون بالبصر، كما يكون للجسم، والقلب، والجوارح.
وقوله: «فَكَانُوا يَسْتَحِبُّونَ لِلرَّجُلِ أَنْ
لاَ يُجَاوِزَ بَصَرَهُ مُصَلاَّهُ»؛ لئلا ينشغل عن صلاته، فلا يقلب بصره في
الجدر والفرش، حتى لو كان في المسجد الحرام، لا ينظر إلى الكعبة وهو يصلي، بل ينظر
إلى موضع سجوده فقط.
وقوله: «وَيُسْتَحَبُّ فِي التَّشَهُّدِ أَنْ
يَنْظُرَ إِلَى إِشَارَتِهِ»، يعني: إلى أصبعه السبابة التي يشير بها،
ويرفعها؛ إشارةً إلى التوحيد.
وقوله: «وَإِذَا أَحَسَّ بِشَيْءٍ، فَقَالَ أَحْمَدُ: «مَا يُعْجِبُنِي أَنْ يَلْتَفِتَ»»، إذا أحس بشيء حوله، أو خاف من شيء، فلا ينبغي له أن يلتفت، وإنما يعتمد الخشوع في صلاته، «قَالَ الآْمِدِيُّ: «هَذَا عَلَى طَرِيقِ الْوَرَعِ»»، فإذا احتاج إلى النظر إلى شيء حوله يخاف منه، فلا بأس أن يلتفت بقدر الحاجة.
الصفحة 3 / 279