وَعَنْ
أَنَسٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ
كَبَّرَ، ثُمَّ يَقُولُ: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ،
وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ» ([1])، رَوَاهُ
الدَّارَقُطْنِيُّ بِإِسْنَادٍ جَيِّدٍ، وَرُوِيَ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عُمَرَ رضي الله
عنه عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ([2])، وَالْمَشْهُورُ
أَنَّهُ عَنْ عُمَرَ ([3])، وَرَوَاهُ
الطَّبَرَانِيُّ فِي «الدُّعَاءِ» مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ ([4]) وَعَبْدِ اللهِ
بْنِ عُمَرَ، وَالْحَكَمِ بْنِ عُمَيْرٍ الْيَمَانِيِّ، وَفِي رِوَايَةٍ لَهُ: «كَانَ
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعَلِّمُنَا يَقُولُ: «إِذَا قُمْتُمْ إِلَى
الصَّلاَةِ فَقُولُوا: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ،
وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ، وَإِنْ لَمْ تَزِيدُوا عَلَى
التَّكْبِيرِ أَجْزَأَكُمْ»» ([5]). وَهَذَا أَمْرٌ
مِنْهُ، وَلَمْ يَجِئْ فِي الاِسْتِفْتَاحِ الأَْمْرُ إِلاَّ فِي هَذَا.
وَرَوَاهُ
النَّجَّادُ مِنْ حَدِيثِ جَابِرٍ، وَابْنِ مَسْعُودٍ.
****
الشرح
بدأ شيخ الإسلام رحمه الله في بيان مشروعية دعاء الاستفتاح، وأنه سنة مستحبة، وقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في صيغة الاستفتاح روايات صحيحة وكثيرة، فَبِأَيِّهَا استفتح، أجزأه ذلك، إلا أن الأفضل أن يقول في الفريضة: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ، وَتَعَالَى جَدُّكَ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ».
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (775)، ووالترمذي رقم (242)، وابن ماجه رقم (806)، والدارقطني رقم (1140).