وقوله: «فَكَأَنَّ الذِّكْرَ الْمَعْمُولَ
بِجَمِيعِهِ أَوْلَى مِنَ الذِّكْرِ الْمَعْمُولِ بِبَعْضِهِ»؛ لأن الاستفتاح:
«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ،
وَتَبَارَكَ اسْمُكَ...» إلى آخره، هذا يعمل به كله إلى آخره، أما بقية
الاستفتاحات، فيصعب على الإنسان أن يأتي بجمعيها؛ لطولها، وإنما يأتي ببعضها، ولا
شك أن المعمول بجميعه أكمل من المعمول ببعضه، ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم
يقولها غالبًا في صلاة الليل؛ لطول صلاة الليل.
الوجه الثامن: أن «سُبْحَانَكَ
اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ» رُوي في الصلاة المكتوبة، وأما بقية الاستفتاحات،
فإنما رُويت في النوافل، وهذا جهر به عمر رضي الله عنه في المكتوبة؛ ليعلمه للناس.
وقوله: ««وَلاَ إِلَهَ» بِفَتْحِ الْهَاءِ»، ومن
المعلوم أن «لا» النافية للجنس يبنى
معها الاسم المفرد على الفتح، «وَإِنْ
قَالَهَا بِالضَّمِّ وَالتَّنْوِينِ جَازَ»، ولكن الفتح أرجح؛ لأنه مطابق
للنحو، واسم «لا» النافية للجنس يُبنى
على الفتح، ولا ينون، «قَالَ ابْنُ
عَقِيلٍ» هو الحنبلي، وليس هو ابن عقيل النحوي «وَهُوَ أَفْضَلُ؛ لأَِنَّ التَّنْوِينَ حَرْفَانِ»، رجح التنوين؛
لأنه حرفان، ففيه زيادة حرف وهو يرى أن كثرة الحروف أفضل - والله أعلم.
«وَالْمَذْهَبُ: أَنَّ الْفَتْحَ أَفْضَلُ» خلافًا لابن عقيل؛ «لأَِنَّهُ هُوَ اللُّغَةُ الْغَالِبَةُ الَّتِي يُقْرَأُ بِهَا»، وهو المعروف عند النحويين أن اسم «لا» إذا كان مفردًا غير مضاف يُبنى على الفتح، «وَكَذَلِكَ جَاءَتْ أَلْفَاظُ الأَْذَانِ وَغَيْرِهِ فِي قَوْلِنَا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ» بالفتح «وَلأَِنَّ مَعْنَاهَا أَكْمَلُ وَأَتَمُّ» أي: أبلغ في النفي.
الصفحة 9 / 279