×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

وفي رواية: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: «سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي»، يتأول القرآن» ([1])، يعني: يفسر القرآن بذلك.

وقوله: «وَأَمَّا التَّبْرِيكُ»، يعني: «قول تبارك اسمك»، هذا موافق لقول الله - تعالى: ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ ذِي ٱلۡجَلَٰلِ وَٱلۡإِكۡرَامِ [الرَّحْمَن: 78]، في آخر سورة الرحمن، «وأما التعلية» يعني: قول: «تَعَالَى جَدُّكَ»، هذا موافق لقول الله -تعالى-: ﴿وَأَنَّهُۥ تَعَٰلَىٰ جَدُّ رَبِّنَا [الْجِن: 3]، في سورة الجن، «وَأَمَّا التَّهْلِيلُ» وهو قول: «لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ»، «فَكَثِير» في القرآن.

الوجه السادس: أن هذا الاستفتاح كله ثناء على الله، فهو دعاء عبادة، ودعاء العبادة أفضل من دعاء المسألة.

وقوله: «وَكَذَلِكَ اخْتِيرَ التَّسْبِيحُ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ عَلَى قَوْلِ الْعَبْدِ: لَكَ سَجَدْتُ. وَعَلَى الدُّعَاءِ»؛ لحديث عقبة بن عامر الجهني رضي الله عنه، قال: «لما نزلت: ﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ [الواقعة: 74]، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اجْعَلُوهَا فِي رُكُوعِكُمْ»، فلما نزلت: ﴿سَبِّحِ ٱسۡمَ رَبِّكَ ٱلۡأَعۡلَى [الأعلى: 1]، قال: «اجْعَلُوهَا فِي سُجُودِكُمْ» ([2]).

الوجه السابع: أن هذا الدعاء مختصر، وما عداه من الاستفتاحات فمطول، والفريضة يناسبها التخفيف، بخلاف صلاة الليل، فيناسبها التطويل.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (4968)، ومسلم رقم (484).

([2])  أخرجه: أبو داود رقم (86:)، وابن ماجه رقم (887)، وأحمد رقم (17414).