وَمِنْ
ذَلِكَ: مَا رُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّهَا سُئِلَتْ بِأَيِّ
شَيْءٍ كَانَ يَسْتَفْتِحُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قِيَامَ اللَّيْلِ؟
فَقَالَتْ: «كَانَ إِذَا قَامَ كَبَّرَ عَشْرًا، وَحَمِدَ اللهَ عَشْرًا،
وَسَبَّحَ عَشْرًا، وَهَلَّلَ عَشْرًا، وَاسْتَغْفَرَ عَشْرًا، وَقَالَ:
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، وَاهْدِنِي، وارْزُقْنِي، وَعَافِنِي، وَيَتَعَوَّذُ مِنْ
ضِيقِ الْمَقَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([1])، رَوَاهُ
أَحْمَدُ وَأَبُو دَاوُدَ.
وَمِنْ
ذَلِكَ: مَا رَوَى حُذَيْفَةُ: «اللهُ أَكْبَرُ، ذُو الْمُلْكِ، وَالْجَبَرُوتِ،
وَالْمَلَكُوتِ، والْكِبْرِيَاءِ، والْعَظَمَةِ»، رَوَاهُ أَبُو نُعَيْمٍ، وَفِي
رِوَايَةٍ: «إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ قَالَ: اللهُ أَكْبَرُ، ذُو الْمَلَكُوتِ،
وَالْجَبَرُوتِ، والْكِبْرِيَاءِ، والْعَظَمَةِ» ([2])، رَوَاهُ أَبُو
نُعَيْمٍ.
****
الشرح
قول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن أبي أوفى رضي الله عنه: «وَاللهِ رَأَيْتُ كَلاَمَكَ يَصْعَدُ فِي
السَّمَاءِ حَتَّى فُتِحَ لَهُ بَابٌ فَيَدْخُلَ فِيهِ»، يدل على أن هذا
الاستفتاح مشروع في الفريضة، لكنه أحيانًا لا يداوم عليه، إلا أن الصحابة استنكروا
على هذا الصحابي رفع صوته بهذا الاستفتاح، فلما رفع به صوته، وأقره النبي صلى الله
عليه وسلم علمنا أنه مشروع في الفريضة.
وكذلك أقر الاستفتاح الوارد في حديث وائل بن حجر وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم؛ فدل على مشروعية الإتيان بهذه الاستفتاحات في الفريضة، لكن لا يجمعها، إنما يأتي بواحد منها، فيأتي بهذا أحيانًا وهذا أحيانًا، ولا بأس بذلك، وإن كان الأكمل والأفضل أن يقتصر في الفريضة على الحديث الذي سبق:
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (766)، والنسائي رقم (1617)، وابن ماجه رقم (1356).