×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

«سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ، وَتَبَارَكَ اسْمُكَ...» إلى آخره.

وقوله: «لَقَدِ رَأَيْتُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ فُتِحَتْ لَهُنَّ فَما تَنَاهَن دُونَ الْعَرْشِ»؛ لأن الكلم الطيب يصعد إلى الله، ومنه هذه الكلمات؛ كما قال - جل وعلا: ﴿إِلَيۡهِ يَصۡعَدُ ٱلۡكَلِمُ ٱلطَّيِّبُ وَٱلۡعَمَلُ ٱلصَّٰلِحُ يَرۡفَعُهُۥۚ [فاطر: 10].

وقوله في حديث ابن عباس رضي الله عنها: «اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ أَنْتَ قَيَّامُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَنْ فِيهِنَّ... »، إلى آخره، هذا - أيضًا - نوعٌ من أنواع الاستفتاحات، ولفظة: «قَيَّام» هذه قراءة في الآية، قيَّام مثل: قيوم، يعني: القائم بنفسه الذي لا يحتاج إلى أحد، المقيم لغيره، فكل مخلوق محتاج إلى الله - سبحانه وتعالى.

وكذلك الاستفتاح الذي روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها - استفتاح عظيم - أيضًا - كان صلى الله عليه وسلم يقوله في صلاة الليل، وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يرى أن الإنسان إذا أشكل عليه شيء، واختلفت عليه الأقوال، ولا يدري أيها الصواب؛ فإنه يدعو بهذا الدعاء.

وقوله: «اللَّهُمَّ رَبَّ جِبْرِيلَ، وَمِيكَائِيلَ، وَإِسْرَافِيلَ» خص هؤلاء الثلاثة من الملائكة؛ لأنهم الموكلون بالحياة، فجبريل موكل بالوحي، الذي به حياة القلوب، وميكائيل موكل بالقطر - وهو المطر - الذي به حياة الأرض، وإسرافيل موكل بقبض الأرواح والنفخ في الصور، ثم إذا نفخ في الصور، طارت الأرواح من القرن الذي نفخ فيه إلى أجسادها، قال - تعالى: ﴿وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَمَن فِي ٱلۡأَرۡضِ إِلَّا مَن شَآءَ ٱللَّهُۖ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخۡرَىٰ فَإِذَا هُمۡ قِيَامٞ يَنظُرُونَ [الزمر: 68].


الشرح