وإذا
قال: «اللَّهُمَّ
إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» بهذه الصيغة فلا بأس؛
لأنها وردت في حديث جبير بن مطعم رضي الله عنه.
وقوله: «قَالَهُ» يعني: الإمام أحمد «فِي رِوَايَةٍ جَمَاعَةٌ» من أصحابه.
ولا بأس أن يزيد عليها: ﴿إِنَّهُۥ
هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [فُصِّلَتْ: 36]، فيجمع بين ما جاء في الاستعاذة في
القرآن، وما جاء في السنن والآثار.
وقوله: «لأَِنَّ ذِكْرَ الصِّفَةِ بَعْدَ الْحُكْمِ
بِحَرْفِ «إِنَّ» يَقْتَضِي أَنْ يَكُونَ عِلْمُهُ وَسَمْعُهُ - سُبْحَانَهُ -
لِدُعَاءِ الدَّاعِي»، فمقتضى قوله: ﴿إِنَّهُۥ
هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ﴾ [فُصِّلَتْ: 36] أن الله - تعالى - يسمع قوله، ويعلم ما
في قلبه.
وقوله: «مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ...»
هذا فيه فضل عظيم، فيجعل هذه الآيات من سورة الحشر في ورده في الصباح والمساء، لكن
يستعيذ قبلها.
وقوله: «وَكَيْفَ مَا اسْتَعَاذَ بِمَا رَوَى فَقْدَ أَحْسَنَ» هذا خلاصة ما سبق: أنه يستعيذ كيفما شاء بما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم.
الصفحة 4 / 279