×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 وَثَالِثُهُمَا: أَنْ يَقُولَ: أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، إِنَّ اللهَ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، وَاخْتَارَهُ ابْنُ أَبِي مُوسَى وَأَبُو الْخَطَّابِ؛ تَخْصِيصًا لِلصِّفَةِ بِإِعَادَتِهَا، وَعَمَلاً بِظَاهِرِ قَوْلِهِ: ﴿إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ [فُصِّلَتْ: 36] مَعَ السُّنةِ الْوَارِدَةِ لِذَلِكَ، وَكَيْفَ مَا اسْتَعَاذَ بِمَا رَوَى فَقْدَ أَحْسَنَ، مِثْلَ أَنْ يَقُولَ: «أَعُوذُ بِاللهِ السَّمِيعِ الْعَلِيمِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، مِنْ هَمْزِهِ، وَنَفْخِهِ، وَنَفْثِهِ»، وَهَمْزُهُ: المَوْتَةُ، وَهِيَ الصَّرَعُ. وَنَفْخُهُ: الْكِبْرُ وَالْخُيَلاَءُ، وَنَفْثُهُ: الشِّعْرُ، وَالأَْغَانِي الْكَاذِبَةُ.

****

الشرح

قوله: «وَفِي صِفَةِ الاِسْتِعَاذَةِ» يعني: صيغة الاستعاذة.

وقوله: «أَحَدُهَا: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ» وهو الموافق للآية: ﴿فَٱسۡتَعِذۡ بِٱللَّهِ مِنَ ٱلشَّيۡطَٰنِ ٱلرَّجِيمِ [النحل: 98].

وقوله: ««إِنِّي لَأَعْلَمُ كَلِمَةً لَوْ قَالَهَا لَذَهَبَ عَنْهُ هَذَا: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ»» فهي تقال في الصلاة، وتقال عند قراءة القرآن خارج الصلاة، وتقال عند الغضب - أيضًا - فإذا قالها الغضبان، ذهب عنه ما به من الغضب؛ كما أرشد إليه النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث، ويُشرع له - أيضًا - أن يتوضأ؛ ليذهب عنه الغضب بإذن الله؛ لأن الغضب من الشيطان، والشيطان مخلوقٌ من النار، والماء يطفئ النار، كما شرع له أن يغير الحال التي هو عليها، فإن كان قائمًا يقعد، وإن كان جالسًا يضطجع، وإن كان ماشيًا يقف، فيغير الحال التي هو عليها؛ ليذهب عنه الشيطان -بإذن الله-.


الشرح