لم تكن قرأت آية من
القرآن، فلا يجزئ في الصلاة أن تقرأ ﴿يسٓ﴾ [يس: 1] أو ﴿طه﴾ [طه: 1] أو ﴿طسٓۚ﴾ [النمل: 1]. عن
قراءة شيء من القرآن بعد الفاتحة.
وقوله: «وَلأَِنَّ الصَّحَابَةَ - رِضْوَانُ اللهِ
عَلَيْهِمْ - كَتَبُوهَا فِي الْمُصْحَفِ سَطْرًا مَفْصُولاً عَنِ السُّورَةِ»،
ولو كانت من السورة، لأدمجوها في السورة.
فلا شك أن الصحيح: هو قول الجمهور أن البسملة آية من كتاب الله، وهي قرآن،
لكنها آية مستقلة، ليست من سورة معينة، إلا في النمل: ﴿إِنَّهُۥ
مِن سُلَيۡمَٰنَ وَإِنَّهُۥ بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ﴾ [النمل: 30].
وقوله: «وَمَنْ لَمْ يَقْرَأْهَا فَقَدْ أَسْقَطَ
مِائَةً وَثَلاَثَ عَشْرَةَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ»، من ترك قراءة البسملة،
ولم يعتبرها من القرآن؛ فقد أسقط آية من القرآن في فاتحة كل سورة، فيكون مجموعها
مائة وثلاث عشرة آية، ولا يجوز أن يكون شيئًا من القرآن مهجورًا.
وقوله: «وَهِيَ آيَةٌ مُفْرَدَةٌ أُنْزِلَتْ فِي أَوَّلِ السُّورَةِ، وَإِنْ لَمْ تَكُنْ مِنْهَا؛ لأَِنَّ الصَّحَابَةَ رضي الله عنهم كَتَبُوهَا فِي الْمُصْحَفِ، فَعُلِمَ أَنَّهَا مِنَ الْقُرْآنِ»، فهي: أولاً: أنزلت على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا مجمع عليه، وما دام أنها أنزلت من الله، فهي آية، وثانيًا: الصحابة رضي الله عنهم كتبوها في المصاحف، وهم لا يكتبون في المصاحف، إلا ما هو قرآن، حتى إنهم منعوا من كتابة أسماء السور وكتابة التحزيبات والأعشار والأخماس ونحو ذلك، إنما أُحِدث ذلك فيما بعد، فكانوا يكتبون المصحف مجردًا؛ حفاظًا على القرآن أن يختلط معه ما ليس منه.