×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

 ولذلك الذين يعيثون في المصاحف الآن، ويضيفون إليها حواشي، ويقولون: «هذا تفسير، وهذا كذا»، لا يصلح هذا، إنما التفسير يجعل بكتاب مستقل، ويجعل المصحف مستقلًّا؛ حتى لا يختلط القرآن مع غيره، بل إن القرآن على عهد الصحابة لم يكن منقطًا، وإنما كان معجمًا، ثم نُقط بعد ذلك، ولم يكن عليه علامات الإعراب من رفع ونصب وخفض، إنما فعل هذا فيما بعد، ثم أتى علماء السلف من بعد الصحابة، وفعلوا هذا من باب ضبط القرآن وتسهيله؛ لأن الذين كانوا على العربية الفصحى وعاصروا النزول ماتوا وانتهوا، فاحتاج الناس إلى ما يعينهم على القراءة وعلى ضبط المصحف، فنقطوا الحروف، ووضعوا الحركات.

وقوله: «كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لاَ يَعْرِفُ فَصْلَ السُّورَةِ حَتَّى تَنَزَّلَ عَلَيْهِ ﴿بِسۡمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحۡمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ [الفَاتِحَة: 1] »، يدل على أنها نزلت من عند الله للفصل بين السور.

وقوله: «وَفِي كِتَابَةِ الصَّحَابَةِ لَهَا فِي أَوَّلِ الْفَاتِحَةِ دُونَ أَوَّلِ بَرَاءَة، وَكِتَابَتِهَا سَطْرًا مَفْصُولاً عَمَّا قَبْلَهَا دَلاَلَةٌ وَاضِحَةٌ» على أنها ليست من السور، وإنما هي آية مستقلة، وأن الغرض منها الفصل بين السور.

وقوله: «هَذِهِ حَقِيقَةُ الْمَذْهَبِ» فمن عرف هذا البيان وهذا التفصيل، عرف الحقيقة في مسألة البسملة؛ أنها آية من القرآن، ولكنها ليست من سورة معينة، إلا في سورة النمل، فإنها بعض آية.

***


الشرح