بدون البسملة، ولا توصل سورة
بسورة بدون البسملة؛ لأن هذا مخالف للسنة، إلا بين سورة الأنفال وبراءة، فإنها لم
تكتب بينهما، فلا ينطق بها القارئ في هذا الموضع - لا سرًّا، ولا جهرًا - لئلا
يخالف ما كان عليه الصحابة.
وقوله: «سَوَاءٌ ابْتَدَأَ السُّورَةَ أَوْ
وَصَلَهَا بِمَا قَبْلَهَا»، فإذا بدأ بالسورة، يسن له أن يأتي بالبسملة، وإذا
انتهى من سورة وأراد أن يقرأ التي بعدها، فالسنة في حقه أن يأتي بالبسملة، فإن كان
خارج الصلاة، فهو مخير بين أن يُسر بها، أو يجهر، وإن كان داخل الصلاة، فلا يجهر
بها؛ «لأَِنَّ الْجَهْرَ وَالْمُخَافَتَةَ
مُؤَقَّتٌ فِي الصَّلاَةِ، وَلَيْسَ مُؤَقَّتًا فِي غَيْرِهَا»، ومن مخالفة
السنة أن يؤتى بالبسملة في أثناء السورة، فإذا أراد أن يقرأ بعض سورة، ولم يبدأ من
أولها، فلا يأت بالبسملة - كما يفعله القراء في الإذاعات - لأن هذا غلط لم يرد،
وإنما يقول:
«أعوذ بالله من الشيطان الرجيم» فقط، ولا يأتي
بالبسملة.
وقوله: «إِنْ جَهَرَ فَلاَ بَأْسَ؛ لأَِنَّ
النَّافِلَةَ أَخَفُّ مِنَ الْفَرِيضَةِ»، فمن قرأها في التراويح أو في صلاة
الليل بين السور، لا يُنكر عليه؛ لأن النافلة أخف، أما إن جهر بها في الفريضة؛ فقد
خالف السنة، فمن أراد أن يقرن سورة بسورة في الفريضة، فليقرأ بينهما «بسم الله الرحمن الرحيم» سرًّا، لا
جهرًا.
أما إذا «ابْتَدَأَ مِنْ أَثْنَاءِ سُورَةٍ أَوْ مِنْ أَوَّلِ بَرَاءَة لَمْ يُسْتَحَبَّ أَنْ يَقْرَأَهَا...»؛ لأنها لم تكتب في أثناء السور، وهو قد قرأ شيئًا لم يُكتب في المصحف، والمستحب أن يقرأ كما في المصحف في بدايات السور، لا في أثنائها، إلا سورة النمل، «وَإِنْ قَرَأَهَا فَلاَ بَأْسَ، بِخِلاَفِ