الفاتحة، كل هذا تأييد
للقول بأن «لاَ صَلاَةَ» يعني: لا
صلاة صحيحة بدون فاتحة الكتاب، وليس المعنى لا صلاة كاملة.
وقوله: ««لاَ تُجْزِي صَلاَةٌ لاَ يُقْرَأُ فِيهَا
بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ»» هذا دليل في الرد عليهم، فقوله: «لاَ تُجْزِي» نفي
للإجزاء في عموم الصلاة، وهم يقولون: تجزئ لكن مع النقص. وهذا غير صحيح.
وقوله: «وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ
النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: «أَمَرَهُ أَنْ يَخْرُجَ فَيُنَادِيَ» هذا
إعلان من رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ حيث أمره أن ينادي في الناس: «أَنْ لاَ صَلاَةَ إِلاَّ بِقِرَاءَةِ
فَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَمَا زَاد»»، يعني: ما زادوا من القرآن.
وقوله: ««مَنْ صَلَّى صَلاَةً لَمْ يَقْرَأْ فِيهَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ فَهِيَ خِدَاجٌ، فَهِيَ خِدَاجٌ غَيْرُ تَمَامٍ»» يعني: ناقصة، والصلاة الناقصة لا تجزئ، والمراد بالخداج: ناقص الخلقة، وليس ناقص المدة؛ فقد تنقص المدة، وتتم الولادة، ويعيش المولود كامل الأعضاء، وقد يولد لستة أشهر سليمًا كامل الأعضاء، ويعيش، فليس المراد أنه ناقص المدة، وإنما ناقص الخلقة، وكذلك الخداج في الصلاة يعني أنها ناقصة الحقيقة وناقصة الهيئة.
الصفحة 4 / 279