×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

وقوله: «فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ قَدْ أَلَحَّ فِي الْمَسْأَلَةِ» يعني: ألح على الله في الدعاء، «فَوَقَفَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «أَوْجَبَ إِنْ خَتَمَ»»، يعني: استجيب له إن جاء بآمين، فدل هذا على استحباب الإتيان بآمين حتى في غير الصلاة.

وقول ابن عباس: «مَا حَسَدَتْكُمُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى «آمِينَ»؛ فَأَكْثِرُوا مِنْ «آمِينَ»»، فاليهود والنصارى يحسدون هذه الأمة على ما آتاها الله من فضله، هذا شأن اليهود والنصارى: ﴿وَدَّ كَثِيرٞ مِّنۡ أَهۡلِ ٱلۡكِتَٰبِ لَوۡ يَرُدُّونَكُم مِّنۢ بَعۡدِ إِيمَٰنِكُمۡ كُفَّارًا حَسَدٗا مِّنۡ عِندِ أَنفُسِهِم مِّنۢ بَعۡدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ ٱلۡحَقُّۖ [البقرة:109]، ومن ذلك أنهم حسدوا هذه الأمة على هذه الكلمة التي تُقال بعد الفاتحة وبعد الدعاء؛ لأنها ختام بسبب الإجابة من الله سبحانه وتعالى وهي كلمة سهلة ويسيرة.

وقوله: «فَإِنْ قَالَ: آمِينَ رَبَّ الْعَالَمِينَ، فَقَالَ الْقَاضِي وَالآْمِدِيُّ وَغَيْرُهُمَا: قِيَاسُ قَوْلِ أَحْمَدَ: أَنَّهُ غَيْرُ مُسْتَحَبٍّ»، فلا يزيد عليها، وهذا في الصلاة بلا شك، ولكن حتى بعد الدعاء خارج الصلاة يكفي أن يقول: آمين؛ لأن الزيادة لم ترد، والذي ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم الاقتصار على آمين، والأمر في الصلاة أوكد، فلا يستحب أن يزيد عليها «كَمَا لَمْ يَسْتَحِبَّ الزِّيَادَةَ عَلَى تَكْبِيرَةِ الاِفْتِتَاحِ» شيئًا من الذكر: «لأَِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي»»، فيقتدي في الصلاة بالنبي صلى الله عليه وسلم في أقواله وأفعاله، ومنها: آمين، «وَهُوَ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا قَالَ: «آمِينَ»، مِنْ غَيْرِ زِيَادَةٍ»، فلا تزد عليها.


الشرح