وقوله: «وَقَالَ الْقَاضِي وَالآْمِدِيُّ: «هَذِهِ
اللُّغَةُ»» يعني: التي على وزن «فاعيل»
«أَشْبَهُ بِالسُّنةِ»، ولكن رد
عليهما الشيخ بقوله: «وَلاَ حُجَّةَ
فِيهِ؛ لأَِنَّ مَدَّ الصَّوْتِ قَدْ يَكُونُ فِي الْيَاءِ، وَهُوَ أَظْهَرُ
مِنْهُ فِي الأَْلِفِ»، فالياء مد في اللغتين، ومدها أظهر.
قوله: «فإن قال: «آمِّينَ»
بِتَشْدِيدِ الْمِيمِ، وَأَتَى بِأَلِفٍ، أَوْ لَمْ يَأْتِ بِهَا، قَالَ
الآْمِدِيُّ: «لاَ يَجُوزُ؛ لأَِنَّ «آمِّينَ»:
قَاصِدِينَ»، وليس معناه: اللهم استجب، فلا تجزئ عن «آمين».
وقوله: «وَمَعْنَاهَا: اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ»؛
لأن الفاتحة كلها الدعاء، فكأنه يقول: اللهم استجب هذا الدعاء، «وَهِيَ عِنْدَ أَهْلِ الْعَرَبِيَّةِ مِنْ
أَسْمَاءِ الأَْفْعَالِ الَّتِي يُطْلَبُ بِهَا»، لكنها على غير حروف الطلب، «مِثْل: هَلُمَّ» يعني: يطلب إقباله، «وَهَيْتَ» كما قالت امرأة العزيز ليوسف
عليه السلام: ﴿هَيۡتَ لَكَۚ﴾ [يوسف: 23] أي:
أقبل، «وَلِذَلِكَ بُنِيَتْ» آمين، ولم
تُعرب بالرفع أو بالنصب أو بالخفض.
وقوله: «وَتَرْكُهَا مَكْرُوهٌ»؛ لأن الإتيان
بها سنة ثابتة من قول وفعل النبي صلى الله عليه وسلم، وفي تركها مخالفة للسنة، «قال أحمد: «آمين» أمر النبي صلى الله
عليه وسلم، قال: «إِذَا أَمَّنَ
الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا»؛ فَهَذَا أَمْرٌ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم
أَوْكَدُ مِنَ الْفِعْلِ»، والأمر بالقول عند الأصوليين أوكد من الفعل، والرسول
صلى الله عليه وسلم فعل هذا، وأمر به.
وقوله: «وَقِيَاسُ قَوْلِ أَبِي بَكْرٍ» من الحنابلة «وُجُوبُهَا، عَنْ أَبِي مُصَبِّحٍ الْمَقْرَائِيِّ قَالَ: كُنَّا نَجْلِسُ إِلَى أَبِي زُهَيْرٍ النُّمَيْرِيِّ» كان أبو زهير إذا رأى الرجل دعا يقول له: «اخْتِمْهُ بِـ«آمِينَ»؛ لأجل أن يتقبل الله دعاءه، «فَإِنَّ «آمِينَ» مِثْلُ الطَّابِعِ عَلَى الصَّحِيفَةِ».