×
تَعْلِيقَات عَلَى كِتَابِ صِفَةِ اَلصَّلَاةِ مِنْ شَرْحِ اَلْعُمْدَةِ

«كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِلَى أَبِي مُوسَى: أَنِ اقْرَأْ بِالنَّاسِ فِي الْفَجْرِ بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ، وَفِي الْعِشَاءِ بِوَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وفِي الْمَغْرِبِ بِآخِرِ الْمُفَصَّلِ»، رَوَاهُ أَبُو حَفْصٍ بِإِسْنَادِهِ.

****

الشرح

قوله: «وَيَفْتَتِحُهَا بِالْبَسْمَلَةِ» يعني: يفتتح القراءة بعد الفاتحة بالبسملة، إذا بدأ من أول السورة، لكن لا يجهر بالبسملة، وإنما يقولها سرًّا.

وقوله: «فَأَمَّا مَا ذَكَرَهُ» أي: الموفق ابن قدامة رحمه الله: «مِنْ مِقْدَارِ الْقِرَاءَةِ» في الفجر وفي المغرب وفي بقية الصلوات، «فَلِمَا رَوَى سُلَيْمَانُ بْنُ يَسَارٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: «مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَشْبَهَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ فُلاَنٍ الإِْمَامِ، كَانَ بِالْمَدِينَةِ!»» يعني: أن عمر بن عبد العزيز رحمه الله لما كان أميرًا على المدينة، كان يصلي بالمسلمين في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت صلاته أشبه بصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا من فضائله رحمه الله.

وقوله: «فَصَلَّيْتُ خَلْفَهُ؛ فَصَارَ يُطِيلُ الأُولَيَيْنِ مِنَ الظُّهْرِ وَيُخَفِّفُ» الأوليين من «الْعَصْرَ، وَيَقْرَأُ فِي الأُولَيَيْنِ مِنَ الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ»، ومع هذا شهد له هؤلاء الصحابة بأن صلاته أشبه بصلاة الرسول صلى الله عليه وسلم، «وَفِي الأُولَيَيْنِ مِنَ الْعِشَاءِ مِنْ وَسَطِ الْمُفَصَّلِ، وَيَقْرَأُ فِي الْغَدَاة» يعني: الفجر «بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ»، هذا معنى قول الموفق رحمه الله في المتن.

وقوله: «كَانَ يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ بِـ ﴿قٓۚ وَٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡمَجِيدِ [ق: 1] » وهذه السورة من طوال المفصل، «وَنَحْوِهَا» من السور التي بمقدارها، «وَكَانَتْ صَلاَتُهُ بَعْدُ إِلَى تَخْفِيفٍ» أي: من أواسط المفصل.


الشرح