مقدمة الشارح
****
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين، وبعد:
فإن كتاب «العمدة» مختصر في
فقه الإمام أحمد، من تأليف الإمام موفق الدين عبد الله بن قدامة الحنبلي، شيخ
المذهب في وقته، له العديد من المؤلفات في المذهب؛ منها: هذا الكتاب «عمدة الفقه»، وكتاب «المقنع» وهو أوسع منه، وهو الذي اختُصر
منه «زاد المستقنع»، وكتاب «المغني» وهو موسوعة فقهية في المذاهب
الإسلامية الأربعة وغيرها.
وكتابه «العمدة» له عدة شروح؛
منها: «العدة في شرح العمدة» لبهاء
الدين المقدسي، ومنها شرح شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو مفقود، لكن وجِدت منه قطع من
الطهارة والصلاة والحج، حُققت كلها على أيدي طلاب جامعيين، فالحمد لله.
ومنها هذه القطعة التي بين أيدينا في «صفة
الصلاة»، فليس هو كتاب الصلاة، وإنما في صفة الصلاة فقط، وهو جزء مختصر، يمتاز
بسهولة عباراته، والتركيز على الأدلة، ومع الاختصار يمتاز - أيضًا - بالوضوح - كما
سيتبين إن شاء الله - فهو خلاصة في الفقه على الدليل.
وغرضنا من قراءته: أن بعض المنتسبين إلى طلب العلم في هذا الوقت يحضره في الصلاة أشياء اجتهدوا فيها، ويكون في بعضها أو في كثير منها غرابة لم يسبقوا إليها، ولكنهم اجتهدوا وفقهم الله، وكما في القاعدة: «ليس كل مجتهدٍ مصيبًا»، وأيضًا هم ليسوا من أهل الاجتهاد، فإن هذه القاعدة تسري على أهل الاجتهاد المؤهلين،