أهلُ
السُّنةِ والجَماعَة
*****
السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَْرْضِ:
اللهُ، اللهُ» ([1])، وروى الإمامُ
الحاكمُ من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما وفيه: «ثُمَّ يَبْعَثُ
اللَّهُ رِيحًا رِيحُهَا رِيحُ الْمِسْكِ وَمَسُّهَا مَسُّ الْحَرِيرِ فَلاَ
تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنَ الإِْيمَانِ إِلاَّ
قَبَضَتْهُ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ عَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ» ([2])
«أهل السُّنة» أهل بالكسر على أنه
بدل من الفرقة، ويجوز الرفعُ على أنه خبرٌ لمبتدأ محذوف تقديره: هُم، والسنة: هي
الطريقة التي كان عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم من أقوالِه وأفعالِه
وتقريراته، وسُمُّوا أهلُ السنة؛ لانتسابِهم لسنةِ الرَّسُول صلى الله عليه وسلم
دون غيرِها من المقالات والمذاهب، بخلافِ أهلِ البدع فإنهم يُنسبون إلى بدعهم
وضلالاتهم؛ كالقَدَرية والمُرْجِئة، وتارة يُنسبون إلى إمامهم؛ كالجَهْمِية، وتارة
يُنسبون إلى أفعالهم القبيحة؛ كالرافضة والخَوارِج.
«والجَماعَة» لغة: الفِرقة المجتمعة من النَّاس، والمراد بهم هنا: الذين اجتمعوا على الحقِّ الثابتِ بالكتابِ والسنة، وهم الصَّحَابَة والتَّابعون لهم بإحسانٍ ولو كانوا قلة، كما قال ابنُ مسعودٍ رضي اللهُ عنه: الجَماعَة ما وافق الحقَّ وإن كنت وحدك، فإنك أنت الجَماعَة حينئذ.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (148).
الصفحة 2 / 220