13-
إثبات السمع والبصر لله تَعالَى:
وقوله: ﴿قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي
تُجَٰدِلُكَ فِي زَوۡجِهَا وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ وَٱللَّهُ يَسۡمَعُ
تَحَاوُرَكُمَآۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٌ﴾ [المجادلة: 1]، وقوله: ﴿ لَّقَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّذِينَ
قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ فَقِيرٞ وَنَحۡنُ أَغۡنِيَآءُۘ ﴾ [آل عمران: 181]، ﴿ أَمۡ يَحۡسَبُونَ أَنَّا لَا نَسۡمَعُ
سِرَّهُمۡ وَنَجۡوَىٰهُمۚ بَلَىٰ وَرُسُلُنَا لَدَيۡهِمۡ يَكۡتُبُونَ﴾
[الزخرف: 80]، وقوله: ﴿ إِنَّنِي
مَعَكُمَآ أَسۡمَعُ وَأَرَىٰ﴾ [طه: 46]، وقوله: ﴿أَلَمۡ يَعۡلَم بِأَنَّ ٱللَّهَ يَرَىٰ﴾ [العلق:
14]، ﴿ ٱلَّذِي يَرَىٰكَ حِينَ تَقُومُ ٢١٨ وَتَقَلُّبَكَ فِي ٱلسَّٰجِدِينَ
٢١٩ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ ٢٢٠﴾ [الشعراء: 218 - 220]، ﴿ وَقُلِ
ٱعۡمَلُواْ فَسَيَرَى ٱللَّهُ عَمَلَكُمۡ وَرَسُولُهُۥ وَٱلۡمُؤۡمِنُونَۖ﴾
[التوبة: 105].
*****
﴿فَقَدۡ صَغَتۡ قُلُوبُكُمَاۖ
﴾ [التحريم: 4]،
وإنما هما قلبان، فلا يلتبسُ على السامعِ قولُ المتكلم نراك بأعيننا ونأخذك
بأيدينا، ولا يَفهم منه بشرٌ على وجه الأرضِ عيونًا كثيرة على وجهٍ واحد، واللهُ
أعلم.
﴿قَدۡ سَمِعَ ٱللَّهُ قَوۡلَ ٱلَّتِي﴾ وهي: خَوْلة بنت
ثعلبة ﴿تُجَٰدِلُكَ﴾ أيها النَّبِي، أي:
تُراجِعك الكلام في شأن ﴿زَوۡجِهَا﴾ وهو: أوس بن الصامت، وذلك حين ظاهر منها، ﴿ وَتَشۡتَكِيٓ إِلَى ٱللَّهِ﴾ معطوف على ﴿تُجَٰدِلُكَ﴾، وذلك أنه كلما قال
لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قد حَرُمْتِ عليه» قالت: والله ما ذكر
طلاقًا، ثم تقول: أشكو إلى الله فاقتي ووحدتي، وأن لي صِبية صغارًا إن ضممتُهم
إليه ضاعوا، وإن ضممتُهم إليَّ جاعوا، وجعلت ترفعُ رأسَها إلى السماء وتقول: اللهم
إني أشكو إليك.
الصفحة 1 / 220