فصل
·
في بيان مُكمِّلات العقيدة من
مكارم الأخلاق ومحاسنِ الأعمالِ التي تَحَلَّى بها أهلُ السُّنَّة:
ثمَّ هُم مع هذه الأصولِ يأمرون بالمعروف،
وينهون عن المنكر، على ما تُوجبه الشَّريعة، ويرون إقامةَ الحجِّ والجُمَع
والأعياد مع الأمراء، أبرارًا كانوا أو فجَّارًا. ويحافظون على الجماعات، ويدينون
بالنَّصحية للأمَّة. ويعتقدون معنى قوله صلى الله عليه وسلم: «الْمُؤْمِنَ
لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» ([1]) وَشَبَّكَ بين أَصَابِعَهُ، وقوله صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ
الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ كمَثَلُ
الْجَسَدِ، إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ
بالْحُمَّى والسَّهَرِ» ([2])، ويُأْمَرُون بالصبرِ عند البلاء والشُّكر عند الرَّخاء والرضا بُمرِّ
القضاء.
*****
هذا الفصلُ كالمتمِّم للفصلِ الَّذي قبلَه، فيه بيانٌ لصفاتِ أهلِ السُّنةِ الَّتي هي من مكملاتِ العقيدةِ فقوله: «ثمَّ هم» أي: أهل السُّنة «مع هذه الأصول» أي: الَّتي مَرَّ ذِكرُها، أي: مع قيامِهم بها علمًا وعملاً يتحلَّوْن بصفات، هي من مكملاتِها وثمراتِها، فهم «يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر» كما وصفهم اللهُ بذلك في قوله: ﴿ كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ ﴾
([1]) أخرجه: البخاري رقم (481)، ومسلم رقم (2585).
الصفحة 1 / 220