·
أوَّلُ من يستفتح بابَ الجنَّة، وأوَّل من
يدخلها، وشفاعات النَّبِي صلى الله عليه وسلم:
وأوَّلُ من يستفتح بابَ الجنَّة مُحمَّد صلى
الله عليه وسلم، وأوَّل مَن يدخلُها من الأمم أمَّتُه، وله صلى الله عليه وسلم في
القيامةِ ثلاثُ شفاعات: أما الشَّفاعة الأولى: فيشفع في أهل الموقف حتَّى يُقضَى
بينهم، بعد أن يتراجع الأنبياءُ: آدمُ ونوحٌ وإبراهيمُ وموسى وعيسى بنُ مريمَ عن
الشَّفاعة، حتَّى تنتهي إليه. وأمَّا الشَّفاعةُ الثَّانية: فيَشفع في أهل الجنَّة
أنْ يدخلوا الجنَّة، وهاتان الشَّفاعتان خاصَّتان له. وأمَّا الشَّفاعة الثَّالثة:
فيشفع فيمن استحقَّ النَّار، وهذه الشَّفاعة له، ولسائر النَّبِيين والصِّديقين
وغيرِهم، فيَشفع فيمن استحقَّ النَّار أنْ لا يدخلها، ويشفع فيمن دخلها أنْ يخرج
منها.
*****
8- يُبيِّن الشَّيخُ رحمه الله ما ينتهي إليه أمرُ المؤمنين يومَ القيامةِ بعد اجتيازِهم لتلك الأحوالِ الَّتي مَرَّ ذكرُ أهمها فيقول: «فإذا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ لهم في دخولِ الجنَّة» فهم لا يدخلون إلا بعد إذنٍ من اللهِ تَعالَى، وطلبٍ لفتح أبوابها «وأوَّلُ مَن يَسْتَفْتِحُ بَابَ الْجَنَّةِ مُحمَّد صلى الله عليه وسلم » كما في [الصَّحيح] عن أنسٍ رضي اللهُ عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «آتِي بَابَ الْجَنَّةِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَأَسْتَفْتِحُ، فَيَقُولُ الْخَازِنُ: مَنْ أَنْتَ ؟ فَأَقُولُ: مُحَمَّدٌ، فيَقُولُ: بِكَ أُمِرْتُ أَنْ لاَ أَفْتَحَ لأَِحَدٍ قَبْلَكَ» ([1]). والاستفتاحُ: طلبُ الفتح. وفي هذا تشريفٌ له صلى الله عليه وسلم وإظهارٌ لفضله.
الصفحة 1 / 220