×
شرح العقيدة الواسطية

ومن الإِيمَان بالله: الإِيمَان بما وصفَ به نفسَه في كتابِه ووصفه به رسولُه مُحمَّد صلى الله عليه وسلم من غيرِ تحريفٍ ولا تعطيل، ومن غير تكييفٍ ولا تمثيل.

*****

هذا شرحٌ مجملٌ لأصولِ الإِيمَان، وسيأتي -إن شاء الله- شرحُها مفصلاً.

بعد ما ذكر المصنفُ رحمه الله الأصولَ التي يجبُ الإِيمَان بها مجملةً شرع يذكرُها على سبيلِ التفصيل، وبدأ بالأصلِ الأول، وهو: الإِيمَان بالله تَعالَى، فذكر أنه يدخلُ فيه الإِيمَان بصفاتِه التي وصف نفسَه بها في كتابِه، أو وصفه بها رسولُه في سنته، وذلك بأن نثبتها له، كما جاءت في الكتابِ والسنة بألفاظِها ومعانيها من غيرِ تحريفٍ لألفاظِها، ولا تعطيلٍ لمعانيها، ولا تشبيهٍ لها بصفات المخلوقين، وأن نعتمدَ في إثباتِها على الكتاب والسنة فقط، لا نتجاوزُ القرآنَ والحديث؛ لأنها توقيفية.

والتحريفُ: هو التغييرُ بإمالةِ الشيءِ عن وجهِه، يقال: انحرف عن كذا إذا مال، وهو نوعان:

النوعُ الأول: تحريفُ اللفظ، وهو العدولُ به عن جهتِه إلى غيرها، إما بزيادةِ كلمةٍ أو حرفٍ أو نقصانِه، أو تغيير حركة، كقول أهلِ الضلالِ في قوله تَعالَى: ﴿ٱلرَّحۡمَٰنُ عَلَى ٱلۡعَرۡشِ ٱسۡتَوَىٰ [طه: 5] أي: استولى؛ فزادوا في الآية حرفًا، وكقولهم في قوله تَعالَى: ﴿وَجَآءَ رَبُّكَ [الفجر: 22] أي: أَمْر ربك؛ فزادوا كلمة، وكقولهم في قوله تَعالَى: ﴿وَكَلَّمَ ٱللَّهُ مُوسَىٰ تَكۡلِيمٗا [النساء: 164] بنصب لفظ الجلالة؛ فغيروا الحركة الإعرابية من الرفع إلى النصب.


الشرح