1،
2- لا تعارض بين القدَر والشَّرع، ولا بين تقديره للمعاصي وبغضه لها ومع ذلك فقد
أمرَ العبادَ بطاعته، وطاعة رسله، ونهاهم عن معصيته. وهو سبحانه يحب المتَّقين
والمحسنين والمقسطين، ويرضى عن الَّذين آمنوا وعملوا الصالحات. ولا يحب الكافرين،
ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب
الفساد.
*****
وقوله: «فما من
مخلوقِ في الأرضِ ولا في السَّماء إلا الله خالقه سبحانه» هذا فيه إشارة إلى
المرتبة الرابعة، وهي مرتبةُ الخلقِ والإيجاد، فكلُّ ما سوى الله فهو مخلوق، وكلُّ
الأفعالِ -خيرها وشرّها- صادرةٌ عن خلقِه وإحداثِه لها «لا خالق غيره ولا ربَّ
سواه».
ولمَّا فرغ الشيخُ
من ذِكرِ مراتبِ القدر نبَّه على مسائلَ تتعلق بهذا الموضوع.
المسألة الأولى: أنَّه لا تعارُضَ
بين القدَر والشَّرع.
المسألة الثَّانية: لا تعارض بين
تقدير الله ووقوع المعاصي وبغضه لها.
المسألة الثالثة: لا تعارض بين
تقدير الله لأفعال العباد وكونهم يفعلونها باختيارهم.
لمَّا قرَّر
الشَّيخُ رحمه الله القدَر بمراتبِه الأربع: العلم، والكتابة، والمشيئة والإرادة،
والخلق والإيجاد، وأنَّه ما من شيء يَحدُث إلا وقد علمه الله وكتبه وشاءه وأراده
وأوجده - بَيَّن هنا أنَّه لا تعارض بين ذلك وبين كونِه أَمَرَ العبادَ بطاعته
ونهاهم عن معصيته، ولا بين تقديره وقوع
الصفحة 1 / 220